كان عضوا في وفد من “رشاد” الذي زار ليبيا “المحررة” زيتوت لـ”قدس برس”: القذافي أصبح أثرًا من بعد عين وقادة ليبيا الجدد منهمكون بالتأسيس للديمقراطية

320

لندن ـ خدمة قدس برس
أشاد العضو المؤسس في حركة “رشاد” المعارضة في الجزائر الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت باستقرار الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا في ظرف زمني وجيز، وأكد أن همة الثوار وقادة ليبيا الجدد من السياسيين في التأسيس لتجربة سياسية ديمقراطية حديثة أكبر مما تنقله وسائل الإعلام العربية والدولية، وأن النقاش السياسي والفكري الدائر في ليبيا ينبئ بميلاد فجر ديمقراطي جديد في ليبيا، قال بأن فائدته ستعم على منطقة شمال إفريقيا برمتها.
وذكر زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” في ختام زيارة قام بها إلى كل من بنغازي وطرابلس بدعوة من القيادات السياسية الجديدة في ليبيا، أن القذافي ونظامه قد أصبح أثرا من بعد عين، وقال: “لقد يسر لي الله أن أزور مدينتي بنغازي وطرابلس بعد أن تمكن ثوار الحرية في ليبيا من تحريرهما بالكامل من بقايا نظام القذافي، ولمست عن قرب حالة الاستقرار والهدوء والسكينة، فقد عادت الحياة إلى طبيعتها، والناس منهمكون في صياغة عهدهم السياسي والفكري الجديد وفقا لتطلعات الأجيال الجديدة الطامحة للحرية والعدالة والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة”.
وأضاف: “التقيت قادة المجلس الانتقالي وقادة الثوار وجبت شوارع بنغازي وطرابلس، ولي مع ليبيا ذاكرة مفعمة بالحب والحنين، فقد سبق لي أن اشتركت مع أهلها في ماء الحياة وملحها، قبل أن أقرر طي صفحات ملفاتي كدبلوماسي في السفارة الجزائرية بليبيا وأختار المنفى عن أن أكون شريكا في استمرار نظام ظالم وقامع لشعبه”.
وتابع: “كانت شوارع بنغازي آمنة بالكامل، ولا تكاد ترى صورة واحدة توحي لك بالعهد القديم، فلا القذافي ولا سيف ولا الساعدي ولا غيرهم من رموز النظام السابق له ذكر لا في بنغازي ولا حتى في طرابلس، التي تخترق بعض شوارعها اهتزازات أمنية متقطعة بسبب فلول النظام السابق، لكن في العموم لا تشعر أنك في بلد خارجة لتوها من ثورة أطاحت بواحد من أعتى الانظمة دكتاتورية في العالم العربي، ذلك أن مظاهر الدمار التي يروج لها البعض بسبب قصف طائرات الناتو لا تكاد ترى، وهي تقتصر فقط على مقرات المخابرات والثكنات العسكرية”.
وأشار زيتوت إلى أن صورة الشعب الجزائري في ذهن قادة ليبيا الجدد من السياسيين والثوار لم تؤثر فيها مواقف النظام الجزائري الداعمة لنظام العقيد القذافي، وقال: “لقد شهدت على الأرض الواقع مدى الغضب الشعبي والرسمي في ليبيا على مواقف النظام الجزائري من الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام القذافي، ووجدتهم يكنون كرها شديدا للنظام الجزائري يكاد يضاهي كرههم للقذافي، لكن بوصلة الليبيين لم يلمسها غبش ولم تتغير، فحبهم للشعب الجزائري الثائر ضد الاستعمار والظلم والاحتقار لم تؤثر فيها مواقف النظام الأخيرة الداعمة للقذافي، فهم يميزون بين موقف الشعب الجزائري التي حكى لي بعض الثوار أنهم كانوا يتلقون الدعم المادي منه عبر الحدود مع تونس، وبين موقف النظام الحاكم، ويطمحون أن يحقق الشعب الجزائري ثورته لنيل حريته واستعادة موقعه وريادته لحركات التحرر في شمال إفريقيا والمنطقة العربية”، على حد تعبيره.
هذا وأكد بيان لحركة “رشاد” الجزائرية وصلت نسخة منه لـ “قدس برس” أن وفدا من الحركة ضم بالإضافة إلى محمد العربي زيتوت كل من الدكتور عباس عروة والمحامي رشيد مسلي والخبير الدولي ياسين سعدي، قام بزيارة إلى ليبيا بدعوة من السلطات الليبية الجديدة، من 21 إلى 28 أيلول (سبتمبر) الجاري، شملت مدينتي بنغازي وطرابلس، استُقبِل خلالها من طرف عدة أعضاء في المجلس الوطني الانتقالي. والتقى الوفد خلال هذه الزيارة بأعضاء في المكتب التنفيذي، ورئيس المجلس المحلي لطرابلس، وأعضاء في المجلس العسكري، وعدد من المفكرين والإعلاميين وممثلي المجتمع المدني.
وأشار البيان إلى أن هدف هذه الزيارة الأولى لوفد جزائري بعد سقوط نظام القذافي هو تهنئة الشعب الليبي بانتصاره على الطاغية وتحرّره من قبضة نظام مستبد فاسد، والتعبير عن تضامن الشعب الجزائري والتذكير بالعلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين الجزائري والليبي، والتبرؤ من الموقف الرسمي للنظام الجزائري تجاه ثورة 17 فبراير الذي قال بأنه “يتعارض مع قِيم الأخوة والجوار ويتنكّر لمبادئ سياسة الجزائر الخارجية المبنية على دعم الشعوب في تقرير مصيرها، ولا يعبّر إطلاقا عن مشاعر الشعب الجزائري تجاه الثورة المباركة في ليبيا.”
وذكر البيان أن الوفد، الذي لقي ترحيبًا كبيرًا واستُقبل بحفاوة مميّزة، عاين عن كثب، مدى ما يكنّه الليبيون من محبة ومشاعر أخوية للشعب الجزائري، وامتعاضهم الشديد من الموقف الرسمي الجزائري الداعم للطاغية الفار. وكان الوفد سعيدًا باكتشاف أن السلطات الليبية والشعب الليبي يفرّقون بين هذا الموقف المخزي وموقف الشعب الجزائري.بحسب البيان ،
وأشار إلى أن الوفد قام أثناء تواجده بليبيا بتفقّد عدد من معالم الثورة منها ميدان التحرير في بنغازي وميدان الشهداء في طرابلس، وقام بزيارة سجن بوسليم للترحّم على أرواح ضحايا المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 1200 سجين في جوان 1996 بأمر من القذافي. وقام الوفد بزيارة باب العزيزية، مقر النظام البائد، للترحّم على أرواح مئات الشباب الذي ضحّوا بأنفسهم من أجل أن يستعيد الليبيون كرامتهم ويتحرّروا من الخوف والهوان.
وأضاف: “تلقّى أعضاء الوفد دعوات من الكثير من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية منها قناة “ليبيا الحرة” التلفزيونية وأسبوعية “ليبيا اليوم”، واستغلوا هذه الفرصة لإيصال رسالة الأخوة والدعم إلى الشعب الليبي من كافة أحرار الجزائر”، على حد تعبيره.

التعليقات مغلقة.