كتاب المرآة | حمدان بن عثمان خوجة

3٬582

دراسة كتاب المرآة

تناول موضوع كتاب “المرآة” الذي أصدره الراحل حمدان خوجة سنة 1833 عقب احتلال العاصمة الجزائر وكان حمدان خوجة من الأعيان وذاق مرارة الاحتلال وكان شاهداحيا على تلك الفترة الهامة من التاريخ الجزائر الحديث·
ينقسم كتاب “المرآة” الى جزئين عرض في الجزء الأول تاريخ الجزائر الثقافي والاجتماعي والسياسي بشكل مفصل ودقيق· اما الجزء الثاني فيتناول أسباب الغزو الفرنسي للجزائر وتفاصيل عن نزولها بشاطئ سيدي فرج، كما يضمّ الكتاب معلومات هامة حول الأوقاف والوثائق الاسلامية بالجزائر·
خوجة، حَمْدان (1189 – 1255هـ، 1775 – 1840م). سي حمدان بن عثمان خوجة الجزائري المولد والمنشأ، الكرغلي الأصل. ولفظة سي اختصار لكلمة السيد. ولا تُمنح لفظة ¸سي· في القطر الجزائري ـ عادة ـ إلا للعلماء أو حفاظ القرآن أو الشرفاء أو المرابطين. ولفظة خوجة أيضًا بمعنى السيد، وعُرفت في اللغة التركية بمعنى المسجل أو الكاتب أو المتعلم أو المعلم الخاص. وصفة الكرغلي تعني كل من ولد بالجزائر من أب تركي وأم جزائرية. كانت لآباء حمدان خوجة وأجداده وجاهة عظيمة لدى الحكام الأتراك في الجزائر. وكان والده عثمان يشغل منصب أستاذ في الحقوق والتشريع الإسلامي والقوانين الوضعية، والسماوية. وتقلد منصب كاتب عام أول للدولة وأمين سرها. وشغل خاله الحاج محمد منصب أمين مصلحة سك العملة.
وُلد حمدان بالجزائر العاصمة على عهد المجاهد محمد عثمان باشا داي الجزائر (1179 – 1205هـ، 1765 – 1791م). نشأ تحت رعاية أبيه عثمان، وتثقف ثقافة إسلامية عربية عالية ثم تعمق في دراسة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية حتى أصبح كوالده أستاذًا في الحقوق المدنية والقوانين الإسلامية. وكان ميالاً للتجارة والأسفار، فكان يسافر مع خاله التاجر الحاج محمد إلى البلدان الأجنبية، لا سيما الأوروبية، ولذا وقف على أنظمتها، وكان يحبذ الأخذ بالجيد منها.
وبقي بالجزائر على عهد الأتراك متقلبًا في المناصب السامية إلى أن انتهى عهد الأتراك بالجزائر، وجاء عهد الفرنسيين، فقام بدور مهم، من حيث الدفاع عن الوطن والمطالبة باستقلاله. بيد أن السلطات الفرنسية بالجزائر لم تصغ إليه، وعند ذلك انتخبه أعيان الجزائر وعلماؤها عضوًا ممثلاً، ومندوبًا مفوضًا عنهم للدفاع عن القضية الجزائرية. فنزح إلى باريس مع ابنه سنة 1248هـ، 1833م ليكون قريبًا من مجالس الحكومة الفرنسية، والمجتمعات البرلمانية هناك. ودافع عن حرية بلاده دفاعًا مجيدًا. ولما تيقن سي حمدان بأن الحكومة الفرنسية مستمرة في خطتها الاستعمارية، بدَّل أسلوبه المسالم، فكتب كتابه المرآة، الذي صور فيه نوايا فرنسا السيئة تجاه الجزائر، وأوضح معاملاتها غير الإنسانية ضد الشعب الجزائري. وغادر باريس عام 1252هـ، 1836م إلى القسطنطينية ولحقت به عائلته من الجزائر.
اشتغل سي حمدان بالتأليف والترجمة، والتحرير لجريدة تقويم وقائع الصادرة باللغة العربية بإسلامبول. وقد خلف كثيرًا من المؤلفات بجانب المرآة، منها: مذكرة سي حمدان؛ اتحاف المنصفين والأدباء بمباحث الاحتراز عن الوباء؛ ستار الاتحاف؛ إمداد الفتاح؛ مجموع ضخم، يحتوي على نقل وتلخيص لعدة كتب في شتى الفنون، و جواب عن الرد على تأليف حمدان خوجة.
توفي سي حمدان في إسلامبول (إسطنبول) بتركيا.

لتنزيل الكتاب PDF الرجاء إضغط هنا

 

تعليق 1
  1. بلقيدوم عبد الكريم يقول

    هذا بة الظلم والإضطهادالكتاب ـ المرآة ـ من أهم المصادر التي أرخت لحقبة الظلم والإضطهاد والفقر والجهل والمرض الذي عان منهم الشعب الجزائري عند احتلال فرنسا لبلدنا , والخيانات التي جرت بسبب الحقد والحسد والمصالح الشخصية , حيث كلفت الشعب الجزائر 132 سنة من التخلف وطمس الهوية والمشروع التغريبي .
    أنصح كل المسلمين بقراءة هذا الكتاب .

التعليقات مغلقة.