تعليق محمد العربي زيتوت على الإنقلاب العسكري في مصر

151

واقع الأمر أننا في حركة رشاد نعتقد أن ما حدث انقلاب عسكري على الشرعية، وعلى رئيس منتخب، وعلى مسار ديموقراطي مشت فيه مصر بعد عهود من الاستبداد والفساد والإجرام، وبعد ثورة شعبية رائعة ألهبت مشاعر العالم والمستضعفين في كل مكان، لكن يبدو أن جهات أخرى كانت تشتغل في الظلام، وتتصيد الأخطاء، وإذا كان بالتأكيد كل حاكم يرتكب أخطاءا، لكنه عندما يأتي بإرادة الصناديق، فإنه لا يذهب إلا بإرادة الصناديق والانتخابات، وليس بانقلاب عسكري، وبإنذارات من جنرالات العسكر الذين يفترض عليهم أن يكونوا تحت وصاية القوى السياسية المدنية المنتخبة، وليس تحت قوى فوقية تُصدر الأوامر كأنها قوة إمبراطورية أو إلهية.
حركة رشاد ترفض هذا، وتندد به بشدة، ونعتقد أن كل أحرار وشرفاء العالم يدينونه، وهذا يُظهر مرة أخرى أن قوى الثورة المضادة عادت لتتشكل من جديد، وهذه المرة بدعم من قوى إقليمية مثل دويلة الإمارات، ومثل النظام الجزائري، وأنظمة أخرى تعادي حرية الشعوب العربية، وحرية الإنسان، وتعادي العدل السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
هؤلاء تحالفوا مع الثورة المضادة ليُسقطوا الثورة المصرية، وإذا كان بعض من الثوار الذين شاركوا في إسقاط مبارك من قبل قد أخطأوا وتحالفوا مع قوى الثورة المضادة، فإنهم سيندمون، لأنه لو عاد حكم مبارك من جديد، فسينتقم من الجميع بما فيهم الثوار الذين وقفوا في صف العسكر ونادوهم لكي يتدخلوا.
لا يمكن لمن يؤمن بحرية الشعوب وينادي بها، أن يطلب وينادي بتدخل العسكر، لأن ذلك مرفوض في المطلق، ومدان بشدة.
كما أننا ندين، وبشدة، تسارع حكومات عربية لمباركة هذا التدخل، بما فيها حكومات الخليج بلا استثناء، والتي تدعم الانقلاب في مصر، إضافة الى نظام الجزائر، والأردن ومن يشابههم.
هذا للأسف قد يفتح على مصر أبواب الجحيم، كما فُتح قبل 21 سنة على الجزائريين، حين انقلب العسكر على إرادة الشعب باسم حماية الوطن، وحرية الشعب ليذبحوه فيما بعد في مجازر مروعة، ويعذبون من يعذبون، ويسجنون من يسجنون، ويشردون مئات الآلاف منه، ويحطمون الوطن، ويدمرون الدولة، ويفسدون العقول والأخلاق، وها نحن نرى اليوم إلى ما آلت إليه الجزائر التي ما زالت وللأسف تحت حكم هذه العصابات.
نتمنى أن تصل قوى الحرية، وقوى الخير، إلى حل، وتقوم وتسترجع المبادرة من جديد، ولكنني أحذر كل الإخوان إلى أن الطريق إلى ذلك هو الطريق السلمي واللاعنفي، وأن يبتعدوا عن العنف، لأن العنف هو الأداة المفضلة لأنظمة الاستبداد.
هذا النظام سيدفع بكثير من الشباب الى حمل السلح بعد قمعهم، ليبرر بذلك موقفه فيما بعد بأنه كان مضطرا إلى ذلك باسم مكافحة الإرهاب.
إنني على يقين أن الشعوب التي تذوقت الحرية، وفي زمن القرية الواحدة، والفضائيات، والانترنت ستُسقط انقلاب عسكر مصر، وستنتصر حرية الشعوب بالعمل الجاد والسلمي.

التعليقات مغلقة.