قال الكاتب | “حضارة” فرنسا في الجزئر
لم تكتف فرنسا الإستعمارية بشن حرب إبادة ضد الشعب الجزائري بهدف إستئصاله نهائيا، على الطريقة الأروبية في أمريكا خاصة الجزء الشمالي منها، و التي قضت على شعب الهنود الحمر بشكل شبه نهائي، وإنما، و أمام إصرار الجزائريون على الصمود و المقاومة، لجأت لتشريعات بائسة لهدم الهوية الجزائرية وتشكيك الجزائريين في أصولهم و ثقافتهم و دينهم.
و على الرغم من هزيمتها النكراء و رحيلها مكرهة، فإنها مأنفكت تتحدث عن “المهمة الحضارية التي أدتها بإقتدار في الشمال الإفريقي” إلى درجة أنها أصدرت قانون في 23 فبراير 2005 يمجد تلك الجرائم.
المؤلم في كل هذا، أن الجماعة الحاكمة ترفض لحد الآن إصدار قانون يجرم، و لو نظريا، الحقبة الإستعمارية، رغم محاولات كثيرة من جزائريين ساءهم أن يتواصل الإستعلاء الفرنسي، و تبلغ الإهانة إلى الحد الذي تصبح فيها جرائم الإبادة والتدمير المتعدد الأوجه يسمى حضارة، ويمجد بقوانين و تماثيل و أفلام و كتابات و تصريحات…
و لا يكاد يسمع للسلطة التي تتحكم في الجزائر صوتا، بل و يصل الأمر إلى حد إتهام المنادين بتجريم الإستعمار بأنهم “يتاجرون بهذه القضية”.
لنستمع ونقرأ، بعض الشهادات، على لسان عسكر فرنسا و مسؤوليها، والتي “تثبت تلك المهمة الحضارية جدا و التواجد الإيجابي لفرنسا في الجزائر”.
يروي العقيد مونتانياك Montagnac: ‘أخبرني بعض الجنود أن ضباطهم يلحون عليهم ألا يتركوا أحدا حيا بين العرب.. كل العسكريين الذين تشرفت بقيادتهم يخافون إذا أحضروا عربيا حيا أن يجلدوا’.
ويضيف: ‘لقد محا الجنرال لاموريسيير La Moriciere من الوجود خمسة وعشرين قرية في خرجة واحدة، إنه عمل أكثر انعداما للإنسانية’. ويروي: ‘فبمجرد أن حدد موقع القبيلة انطلق سائر الجنود نحوه ووصلنا الخيام التي صحا سكانها على اقتراب الجنود فخرجوا هاربين نساء وأطفالا ورجالا مع قطعان ماشيتهم في سائر الاتجاهات، هذا جندي يقتل نعجة، بعض الجنود يدخلون الخيام ويخرجون منها حاملين زرابي على أكتافهم، بعضهم يحمل دجاجة، تضرم النار في كل شيء، يلاحق الناس والحيوانات وسط صراخ وغثاء وخوار، إنها ضجة تصم الآذان..’ [ مدينة معسكر يوم 19/12/1841].
الفظائع [الرازيا] كما يسميها الفرنسيون لا تهدف إلى معاقبة “المخطئين” فقط وإنما صارت مصدرا لتموين الجيش. كان كل ما ينهب يباع ويوزع ثمنه على الضباط والجنود، ربع الغنائم للضباط والنصف للجنود كما يذكر ش.أ.جوليان. يقول دوكروDUCROT: ‘ما نهب في [رازيا] واحدة حمولة 2000 بغل’.
ويقول النقيب لافاي LAFAYE: ‘كان الضباط يخيرون الفلاحين بين أن يقدموا لهم الأكل أو الإبادة، كنا نخيم قرب القرية، يعطيهم الجنرال مهلة لإعداد الطعام أو الموت، كنا نوجه سلاحنا نحو القرية وننتظر، ثم نراهم يتوجهون لنا ببيضهم الطازج، وخرافهم السمينة، ودجاجاتهم الجميلة، وبعسلهم الحلو جدا للمذاق..[تلمسان 11/7/1848 ]’.
يعلق ش.أ.جوليان: ‘وتنتشر الرازيا فتصير أسلوبا للتدمير المنظم والمنهجي الذي لم يسلم منه لا الأشخاص ولا الأشياء. إن جنرالات جيش إفريقيا لا يحرقون البلاد خفية. إنهم يستعملون ذلك ويعتبرونه مجدا لهم سواء أكانوا ملكيين أم جمهوريين أو بونابارتيين’.
يقول مانتانياك: ‘إن الجنرال لاموريسيير يهاجم العرب ويأخذ منهم كل شيء: نساء وأطفالا ومواش. يخطف النساء، يحتفظ ببعضهن رهائن والبعض الآخر يستبدلهن بالخيول، والباقي تباع في المزاد كالحيوانات، أما الجميلات منهن فنصيب للضباط..'[معسكر 31/3/1843 ].
ويروي الضابط المراسل لسان تارنو: ‘إن بلاد بني مناصر رائعة، لقد أحرقنا كل شيء، ودمرنا كل شيء..آه من الحرب! كم من نساء وأطفال هربوا منا إلى ثلوج الأطلس ماتوا بالبرد والجوع [7/4/1842].. إننا ندمر، نحرق، ننهب، نخرب البيوت، ونحرق الشجر المثمر5/6/1841 .. أنا على رأس جيشي أحرق الدواوير والأكواخ ونفرغ المطامير من الحبوب، ونرسل لمراكزنا في مليانة القمح والشعير [5/10/1842 .. في سنجاد جاء بعضهم وقدم الجواد كدليل على الخضوع فرفضته ورحت أحرق’ [11/10/1842 ]..
ويروي الجنرال لاموريسيير: ‘في الغد انحدرت إلى حميدة، كنت أحرق كل شيء في طريقي. لقد دمرت هذه القرية الجميلة.. أكداس من الجثث لاصقة الجثة مع الأخرى مات أصحابها مجمدين بالليل.. إنه شعب بني مناصر، إنهم هم الذين أحرقت قراهم وسقتهم أمامي [8/2/1843 ]’. يقول مونتانياك: ‘النساء والأطفال اللاجئون إلى أعشاب كثيفة يسلمون أنفسهم لنا، نقتل، نذبح، صراخ الضحايا واللاقطين لأنفاسهم الأخيرة يختلط بأصوات الحيوانات التي ترغي وتخور كل هذا آت من سائر الاتجاهات، إنه الجحيم بعينه وسط أكداس من الثلج [31/3/1842 ] .. إن كل ذلك في هذه العمليات التي قمنا بها خلال أربعة أشهر تثير الشفقة حتى في الصخور إذا كان عــــندنا وقت للشفقة، وكنا نتعامل معها بلا مبالاة جافة تثير الرجفة في الأبدان’ [معسكر 31/3 /1842 ].
‘ويقول الجنرال شانغارنييه Changarnier : ‘إن هذا يتم تحت القيادة المباشرة لبوجو الذي راح جنوده يذبحون اثنتي عشرة امرأة عجوزا بلا دفاع [ مدينة الجزائر 18/10/1841 ]’. ويقول الجنرال كاروبير ِCanrobert: ‘ينفذ جنودنا هذا التدمير بحماس، إن التأثير الكارثي لهذا العمل البربري والتخريب العميق للأخلاق الذي يبث في قلوب جنودنا وهم يذبحون ويغتصبون وينهب كل واحد منهم لصالحه الشخصي [تنّس 18/7/1845 ]’. ويقول النقيب لافاي Lafaye : ‘لقد أحرقنا قرى لخريمس في قبيلة بني سنوس. لم يتراجع جنودنا أمام قتل العجائز والنساء والأطفال. إن أكثر الأعمال وحشية هو أن النساء يقتلن بعد أن يغتصبن، وكان هؤلاء العرب لا يملكون شيئا يدافعون به عن أنفسهم’ [23/12/1848 ]. ويروي هيريسون: ‘كان الجنرال يوسف يشير لجلاديه إشارة معينة فيسوقون الأسرى الأصدقاء والأعداء فيقتلونهم ويعودون بسطل مليء بآذانهم يحاسبون به يوسف’.
قام جيش الاحتلال بأعمال مرعبة تمثلت مثلا في خنق المئات من القرويين الذين لجأوا إلى مغــــارة، وذلك بدخان النيران الذي يسرب إلى داخل المغارة فيخنق كل من فيهــــا. يروي بيرار Berard : ‘روى لي العريف مورييه أن سائر الجنود كانوا ينقلون الحطب.. وفي الغد مات 500 أو 1000 مختنقين من أولاد رياح..’. وقد صرح الأمير دو لاموسكووا De la Moskowa أمام البرلمان: ‘إنه قــــتل عن ســــابق إصرار وترصد يسلط على عدو بلا دفاع وينبغي إدانة ذلك برعب من أجل شرف فرنسا’. ويروي الجنرال كاروبير: ‘في الصباح وصلنا مدخل المغارة، جمعنا قشا وفي المساء أشعلنا النار ومات خنقا النساء والأطفال’. ويروي ماريشال المعسكر: ‘قمت بسد كل الفتحات بالمغارة بحيث حولتها إلى مقبرة واسعة فتدفن الأرض وإلى الأبد جثث هؤلاء المتعصبين، إن داخلها خمسمئة قاطع طريق [عين مرو 15/8/1845 ]’. ويكتب ج.ب.ل. بيرار سنة 1864 : ‘لقد علمنا من ثلاثة أشخاص نجوا بأن البقر الذي كان مع الناس بالمغارة صار بسبب الاختناق متهيجا فرفس الكثير من الناس فقتلهم. لقد بقيت هذه المقبرة الضخمة مغلقة وداخلها الرجال والنساء والأطفال والمواشي’.
ويخط الماريشال سانت أرنو إلى زوجته بعض ما صنعه وجنوده في الجزائر فيقول : ” إن بلاد بني منصر بديعة، وهي من أجمل ما رأيت في أفريقيا، فقُراها متقاربة، وأهلها متحابون، لقد أحرقنا فيها كل شيء، ودمرنا كل شيء… أكتب إليك يحيط بي أفق من النيران والدخان، لقد تركتني عند قبيلة البزار فأحرقتهم جميعاً، ونشرت حولهم الخراب، وأنا الآن عند السنجاد أعيد فيهم الشيء نفسه ولكن على نطاق أوسع “.
ويقول مونتياك في كتابه ” رسائل جندي ” وهو يصف إحدى المذابح التي حضرها : “لقد كانت مذبحة شنيعة حقاً، كانت المساكن والخيام في الميادين والشوارع والأفنية التي انتشرت عليها الجثث في كل مكان، وقد أحصينا في جو هادئ بعد الاستيلاء على المدينة عدد القتلى من النساء والأطفال فألفيناهم ألفين وثلاثمائة، وأما عدد الجرحى فلا يكاد يذكر لسبب هو أننا لم نترك جرحاهم على قيد الحياة “.
العقيد ديمونتنياك Demonitagnac يسجل في كتابه رسائل جندي « Lettres d’un Soldat »: “… أننا رابطنا في وسط البلاد وهمنا الوحيد الإحراق، القتل، التخريب حتى تركنا البلاد قاعا صفصفا، إن بعض القبائل لازالت تقاومنا ولكننا نطاردهم من كل جانب حتى تصبح النساء والأطفال بين سبي وذبيح، والغنائم بين سلب ونهب 1842…”.14
ومن ديمونتنياك إلى سانت أرنو Saint Arnand، لنفسح المجال لهذا الجنرال فيتحدث عن نفسه ليقول: “إننا اليوم في قلب الجبال وقليلا ما نستعمل بنادقنا، إننا نحطم ونحرق ونخرب الديار والأشجار، عثنا في الأرض فسادا وأصليناهم نار… وقطعنا أكثر من ألف شجرة زيتون”.
ويقول النائب البرلماني توكوفيل الشهير Tocqueville : ‘إننا نقوم بحرب أكثر بربرية من العرب أنفسهم.. لم يستطع الفرنسيون هزم العرب حربيا فهزموهم بالتدمير والجوع’.
ina hada yadj3aloni achta3lo naran bima fa3aloh el ferança el djabana inahom akthar barbaryatan min el barbar ma youghidhoni el ane howa an nansa ma fa3aloho fina wa fi ahlina ,ardjo an ttouwadhiho lana el tarikhe kama yadjeb
choukrann li kanat rachad tv, elaan ma howa mohim fihadhihi elaayam, howa annana nassma3OU iaadat fateh kanaîss lilayahoud fi djazaaîrina ya laha mine gharaba, elyahoud asbahou yatahakamouna fi eldjazair
mine fadhlikoum sallitou edhaw aala hadha elkhabar elmouhzine djedinn barak allahou fikoum
كيف للقادة الحاليين على الجزائر إذا كانو يعرفون هذا أن يبقو تحت قدم أمهم الخائنة العدارة ف…. ؟
و هل يريدون أن يفعلو بنا مثل هذا ؟
حسبنا الله و نعم الوكيل
اللهم أخرجنا من هذه البلدة الظالم أهلها
اللهم دمر اعدائك أعداء الدين و الإنسانية
اقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
اقول حسبنا الله ونعم الوكيل .إلى كل مسؤل يخونو وطنه
رايحين يرحبو ا