الثورات ومواقف القوى الدولية والعربية منها
هذا حديث مع صحفي قناة الحوار، أجريته هذا المساء، و قد تطرق لقضايا عديدة على الساحة العربية و إرتباطها بالتطورات على الساحة الدولية، خاصة مصر، ومن بين ما جاء في الحديث :
• المواقف العربية والدولية تجاه الانقلاب في مصر وسعيها في محاولة تثبيت ذلك
• الدور الرئيسي الذي لعبته اسرائيل ودول الخليج في مساندة الانقلاب حيث اعتبرت اسرائيل أنّ بقاء الإخوان يشكّل خطر على وجودها.
• الموقف الروسي والامريكي كلاهما كان يدعم الإنقلاب .
• موقف اوروبا المنقسم الى ثلاثة أطراف: دول إسكندنافية غير مساندة للإنقلاب كالسويد والنرويج، ودول متحفظة كألمانيا
وموقف فرنسا وبريطانيا المساند سرّا للإنقلاب.
• البرازيل الدولة الصّاعدة والتي تعتقد أنّ القوى الغربية هي العدو الأول، لذلك مواقفها تأتي دائما معاكسة للمواقف الغربية.
• روسيا، والتي تحتل دول إسلامية كثيرة، بشكل أو بآخر، لايروق لها وجود الإخوان ومظاهر الدولة الوطنية ذات الطابع الإسلامي، فدورها في مصرهو محاولة لاسترجاع المجد القديمن إلأا أن الساحة الحالية في مصر تفتقد الى الكاريزما الناصرية على الأقل على مستوى الخطاب.
و قضايا أخرى بما فيها موقف النظام الجزائري من الثورة العربية و الذي يتعارض مع الموقف الشعبي.
محمد العربي زيتوت
حضرة الأستاذ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
منذ مدة طويلة وأنا مهتم بمتابعة عملكم وتدخلاتكم ومحاضراتكم وكلها ولله الحمد والمنة واضحة الفكرة عميقة الطرح جليلة الهدف لا يخفى على المتابع صدق لهجتكم واتساع دائرة إحاطتكم بما يفيد من يفهم ويتأمل.
فأسأل الله تعالى لكم دوام التوفيق ودوام العافية ودوام نعمة العلم والفهم ولي طلب بمراسلتكم شخصياً بهدف التواصل معكم والله يرعاكم ويوفقكم آمين.
سيدي العزيز محمد العربي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ومغفرته
أشكركم جزيل الشكر ، والشكر قليلٌ ممّن ليس له إلا الدعاء لكم في ظهر الغيب فلعل الله تعالى يتقبل منه والأسوة لي في من هو خيرٌ مني لمّا أتوا سيّد المرسلين عليه الصلاة والسلام رجاء أن يحملهم فلم يجد ما يحملهم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون.
سيدي العزيز محمد العربي
كلمة وسؤال طرحه أحد آباء ثورتنا العظيمة : إلى أين تذهب الجزائر ؟ ولم أعثر على جواب يزيل عني هما ثقيلا أحمله منذ ربع قرن أو يزيد.. إلى أين نحن ذاهبون بهذا البلد وهذه الأمة ؟
لقد قرأت حتى ضاق عقلي بالكتب ، واجتهدت على فهم ما يجري منذ مدة طويلة ، وطالعت وراسلت وسألت وتكشفت لي حقائق مريرة وانفتحت عيناي على الوهم الذي شربته منذ نعومة أظافري ، بل وصرت غير مرغوب في لما وضعت يدي على مواضع الألم في أمتي وتعرضت لما تعرض له من أراد أن يفهم والحمد لله تعالى على كل خير..
ها هي فترة التسعينات انتهت وجروحها لم تندمل ، وفترة النهب والسرقات العملاقة لم تطو صحائفها السوداء ، ولا يزال الشعب الجزائري ميتا لا يعبأ ولا يريد أن يعبأ بكل ما يفعله به أعداؤه ، وقد قال أجدادنا وما يصنع الميت في يد غساله ؟
نظرت إلى الأحزاب بطوائفها وأطيافها ، وقرأت عنها ولها ، وناقشت أهلها وأعداءها ، وسألت المواطن البسيط ورجل العصا والقلم ، وما تزال آلامي لعنة أحملها رغماً عني … لعنة تسمى حب وطن لا أملك فيه حتى بطاقة ناخب لأنني لا أعرف في من يسكنه اليوم سوى : خادم السلطان ، وخادم خادم السلطان ، وخادم من يتمنى خدمة السلطان .. كل هؤلاء في بلد ليس فيه سلطان وسلاطينه يعبثون بطائراتهم وقواعدهم العسكرية فوق تراب لم يجف بعد من دماء من قتلتهم فرنسا أو مصالح الدياراس التي أنقذت جمهورية من الفقراء من ظلام الإسلاميين المتعصبين أعداء الحضارة والتمدن..
لا يزال السؤال يلح علي : إلى أين تمضي الجزائر ؟ وهل تستطيع فعلا أن تمضي ؟ بل أين الجزائر التي أسأل عنها ؟ هل هي جيش القايد صالح ( والقايد رتبة عسكرية فرنسية أصلا ) ؟ هل هي جيش البطالين الذي تجاوزوا سن العمل والإنتاج وهم إلى التقاعد أقرب منهم إلى العمل ؟ هل هي هذا الجيل الجديد الذي نشأ بعد التسعينات وصار يملأ ملاعب الكرة وصالات الفساد الجماعي ويأخذ علاوات الرشوة ويتوظف في أسلاك الهامل ( والهامل في العربية بمعنى الضائع حيناً وبمعنى الدابة التي لا راعي لها حيناَ آخر ) ؟ هل هي هذه الملايين من الذين يصح أنهم غثاء كغثاء السيل همهم بطونهم ويصفقون لكل من نعق وهب ودب ؟ أم الجزائر هي نخب من الشرفاء قتلوا من أجل الأمن ؟ وآلاف سجنوا وعذبوا ؟ أم آلاف أخرى تعيش في المهاجر على أعانات الحكومة وتحلم بالعودة يوماً ما بعدما يكبر أبناؤها يسمعون عن وطن يسمى الجزائر صلته بالعالم الذي يعيشون فيه صلة قصص ألف ليلة وليلة والشاطر حسن بحياة الشرق المليء بالأساطير ؟
هل الجزائر هي هذه الكفاءات التي تسير دولا غربية وتعجز أن تجد منصب عمل في بلدانها الأصل ؟
أم الجزائر بلد جميل رسم بكل الألوان ثم محيت صورته وانتهى وجوده لأنه في الحقيقة لم يوجد أبداً وأسألكم هذا السؤال كما سأله من قبلي رئيس حكومة منقلب عليه عشية الاستقلال أو الاستعمار الجديد ؟
فلو تكرمتم سيدي بالجواب فقد جاءني البشير بقميص يوسف وإلا سيدي محمد العربي كففت نفسي وقنعت بألمي وفوضت إلى الله تعالى أمري وهو خير الحافظين..
إذا شئتم سيدي راسلتكم وعرضت عليكم بضاعتي المزجاة فإن جازت ففضلٌ مأمولٌ من أهلٍ شرفاءَ وإن رددتموني فحق المجيب أن يغالي بما يملك..
وقبل أن أختم يا سيدي محمد العربي ..
منذ سنوات كما ذكرت لكم وأنا متابع لنشاطكم ، فما تركت شاردة ولا واردة إلا وتابعتها ، ولم أحكم على شيء إذ الحكمة أن يتأمل العاقل في الحقائق فما وافق الحق فهو أهله وما خالفه فهو من أبعد الناس عنه.
وأنتم سيدي ولله الحمد من أهل الخصلتين ، لم أجد في ما عندكم سوى الخير للوطن وللأمة وللإسلام وفقكم الله تعالى وسددكم وفتح لكم أبواب الخير والقبول..
فامض يا سيدي محمد العربي ولا تلتفت فإن من عارضكم واحد من ثلاثة لا غير:
فاسد مرتش محب للجيف والنجاسات وهذا إن أصابكم منه نباح فلا تهتموا به فإنه يرى حياته فيما بين يديه من النجاسات لا في ما عندكم من الحق.
أو منافق مداهن وهؤلاء قد نافقوا الصادقين منذ فجر الإسلام فانظر كيف كان عاقبة المنافقين ونهاية المداهنين … حياة في ذل ونهاية في النار والعياذ بالله تعالى.
أو جاهل مدفوع له أو مدفوع به وهؤلاء في سكرة الهوى لا يفيقون إلا عندما يصبحهم العدو في بيوتهم ولات حين مندم..
هؤلاء هم خصومكم سيدي محمد العربي .. وهم لا يساوون ذرة من قوة أمام نصاعة ما وهبكم الله تعالى من قوة البيان وسداد الرأي.. وليشهد لي – والشهود كثير – حواركم الأخير مع بوقطاية فقد كنت في قمة جبل شاهق وكان هو في حفرة الجهل والنجاسات.. ولو رددت لضاع من جهدك ما لا يستحقه هو و أمثاله من أهل السفالات … ثم لم تشتغل به وقد كفاك بنفسه ودل على جهله وخيبته وأظهر حكمك وحكمتك ؟
هذه خلجات وأسئلة من يحبكم لله تعالى والله أكرم مسؤول في أن يحفظكم ويكرمكم ويسدد عملكم والحمد لله رب العالمين.