السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بودّي أن أشكركم حضرة الأستاذ محمّد العربيّ على هذا التحليل المنهجيّ ، وقد أبنتم كالعادة عن منهجيّة في التعامل مع قضايا السّاعة كما توجهون المشاهد إلى إلقاء النظر نحو الزوايا المغلقة من الملفات، ولهذا يحسب لكم السبق إلى الاستنتاج وليس ذلك متاحاً لجميع من يشاهد الموضوع ويحاول متابعتكم من خلال المحور الذي اعتمدتموه في هذه القراءة.
فضلا لو تكرّمتم بالجواب عن ثلاثٍ من أسئلتي ولكم الشكر على التوجيه والعناية.
أولا – أظهرت تجاريب الحياة والتاريخ المشترك بين الطوائف السنيّة من جهة وبين الطائفة الشيعيّة من جهة مقابلةٍ بأنّ هذه الأخيرة ومنذ عهد نشأتها قد دربت على التقية والتستر والمراوغة مع الخصوم والمقرّبين، ولهذا لم يتوان إبن العلقميّ في التعاون مع كبير الكفرة في الإطاحة بحكم بني العباس كما لم يتوان الخمينيّ في الاستظهار بقرنسا وأحلافها من دول الشمال في الإطاحة بالشاه والتمهيد لثورته والترتيب لقيام دولة كانت شافعية وحنفية إلى وقت قريب بتحويلها إلى دولة شيعية اثناعشرية تتقدم فيها العناصر الفارسية على سائر الطوائف. وليس سراً أن تظهر في إيران مزارات وقبور وأضرحة بل وكتب وهيئات ترعى هذا الاتجاه في تفسير النصوص الدينية وتصبغ الإسلام كله بصبغة قداسة النسب وشرف العنصر.
السّؤال : ما الهدف من إدارة الحرب الطائفية في لبنان بين السنة والشيعة وقد فشلت في العراق مؤخراً مهما اختلفت الأسباب ؟ فإن قلتم الهدف سوريّ فإن الحرب في سوريا لا تخدم مصلحة لبنان كدولة متعددة الأطياف، وإن قلتم الهدف لبنانيّ ، فتدمير قوة حزب الله كطرف حليف يضمن دعم إيران ولا يخدم مصلحة النظام السوري.( نحن نستثني النظرة الشعبية من النظام السوري أصلا ).
ولا يخفاكم سيدي بأنّ لبنان دولة مبنية على طوائف متنازعة لم تستقر أوضاعها منذ أمد بعيد ، وولاءات الحكومة اللبنانية تختلف عن ولاءات الأحزاب اللبنانية ، وهذه بدورها لا تجتمع مع ولاءات الشعب بكل أطيافه الدينية وغير الدينية.
ثانيا – إن مواقف الدول العربية متباينة من دعم النظام السوريّ ، فدعم السعودية لتنظيمات سلفية في سوريا لا يخدم مصلحتها الحالية ولا المستقبلية في المساهمة – على الأقل – في استقرار المنطقة ، ودعم شيعة البحرين أو السعودية أو الإمارات أو غيرها لحزب الله أو لنظام بشار لا يدعم الاستقرار في داخل هذه الدول على أقل مخاطر التدخل في شؤون الغير إذا اعتبرنا ثورة الشعب السوري قضية داخليّة بحتة لا تخص إلا الشعب السوري بدرجة أولى.
السّؤال : إذا كانت الأحلاف السياسية بين الأنظمة لا تخدم مصالح الدول على المستوى القريب والداخلي ، فما الذي ستستفيده دول كبيرة – كالسعودية مثلا – من إدارة حرب بالوكالة تكون هي ضحيتها في المستقبل البعيد ؟
فإن قلتم الهدف ضرب إيران عبر تدمير سوريا وحزب الله ، فلا يخفاكم أن تركيا ومن ورائها بعض دول الجوار ليست لها أي مصلحة في نقل الحرب من سوريا أو لبنان إلى دولة مجاورة ، وإن قلتم الهدف إضعاف إيران ولبنان وغيرها فهذه دول ضعيفة أساساً لا تقوى على حرب نووية وليس في مصلحة إسرائيل أن تكون أراضي الأردن أو فلسطين أو لبنان مسرحاً لحرب تحرق الجميع.
ثالثاً – إنّ دعم حاكم السعودية أو غيره لانقلابيّي مصر مؤخراً أو لانقلابيّي الجزائر منذ عشرين سنة ويزيد لم يخدم مصلحة الشعوب العربية ولا مصلحة الأنظمة – مهما كانت أشكالها – ولا قضية الإسلام السياسيّ التي طرحت بقوّة على بساط البحوث المعاصرة.
السّؤال : فهل تأسيس دولة سنيّة شافعيّة في سوريا أو في لبنان بدلا عن النظام النصيري البعثي أو النظام العلماني في لبنان يشكل خطوة نحو حلحلة أزمة الشرق ومن ثمّ توجيه الأنظار إلى الحلّ الكامل مع عدوّ الأبد ” إسرائيل ” ؟
فإن أجبتم بأنّ تأسيس دولة شعبيّة بهذه المقاييس يعفي الأنظمة الحالية من التطبيع مع إسرائيل فقد فات حلّ مشكلة الثورات المسروقة وأنصاف الثورات الراهنة في دول العرب الضائعة ، وإن قلتم بأنّ الحلّ يكمن في الرجوع إلى قرارات الأمم المتحدة وإعادة بعث الحوار الإسرائيليّ العربيّ فالذي ضاع من أعمار شباب الأمة العربيّة ومن جهودها وثرواتها لا يعيد القضيّة إلى نقطة البداية بقدر ما يؤسّس فيها لبدء مرحلة جديدة وأخطر ممّا كانت تعرف بمرحلة أنظمة الكلّ – أمنيّ ، وأنتم أعرف الناس بما جرّته عيّنة واحدة من هذه الأنظمة القمعيّة – وما حال الجزائر عن أحدٍ بخافٍ – .
فلكم الشكر سيدي على إتاحة مثل هذه الفرص لتنويرنا بما وهبكم الله تعالى من العلم والمعرفة.
والسّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بودّي أن أشكركم حضرة الأستاذ محمّد العربيّ على هذا التحليل المنهجيّ ، وقد أبنتم كالعادة عن منهجيّة في التعامل مع قضايا السّاعة كما توجهون المشاهد إلى إلقاء النظر نحو الزوايا المغلقة من الملفات، ولهذا يحسب لكم السبق إلى الاستنتاج وليس ذلك متاحاً لجميع من يشاهد الموضوع ويحاول متابعتكم من خلال المحور الذي اعتمدتموه في هذه القراءة.
فضلا لو تكرّمتم بالجواب عن ثلاثٍ من أسئلتي ولكم الشكر على التوجيه والعناية.
أولا – أظهرت تجاريب الحياة والتاريخ المشترك بين الطوائف السنيّة من جهة وبين الطائفة الشيعيّة من جهة مقابلةٍ بأنّ هذه الأخيرة ومنذ عهد نشأتها قد دربت على التقية والتستر والمراوغة مع الخصوم والمقرّبين، ولهذا لم يتوان إبن العلقميّ في التعاون مع كبير الكفرة في الإطاحة بحكم بني العباس كما لم يتوان الخمينيّ في الاستظهار بقرنسا وأحلافها من دول الشمال في الإطاحة بالشاه والتمهيد لثورته والترتيب لقيام دولة كانت شافعية وحنفية إلى وقت قريب بتحويلها إلى دولة شيعية اثناعشرية تتقدم فيها العناصر الفارسية على سائر الطوائف. وليس سراً أن تظهر في إيران مزارات وقبور وأضرحة بل وكتب وهيئات ترعى هذا الاتجاه في تفسير النصوص الدينية وتصبغ الإسلام كله بصبغة قداسة النسب وشرف العنصر.
السّؤال : ما الهدف من إدارة الحرب الطائفية في لبنان بين السنة والشيعة وقد فشلت في العراق مؤخراً مهما اختلفت الأسباب ؟ فإن قلتم الهدف سوريّ فإن الحرب في سوريا لا تخدم مصلحة لبنان كدولة متعددة الأطياف، وإن قلتم الهدف لبنانيّ ، فتدمير قوة حزب الله كطرف حليف يضمن دعم إيران ولا يخدم مصلحة النظام السوري.( نحن نستثني النظرة الشعبية من النظام السوري أصلا ).
ولا يخفاكم سيدي بأنّ لبنان دولة مبنية على طوائف متنازعة لم تستقر أوضاعها منذ أمد بعيد ، وولاءات الحكومة اللبنانية تختلف عن ولاءات الأحزاب اللبنانية ، وهذه بدورها لا تجتمع مع ولاءات الشعب بكل أطيافه الدينية وغير الدينية.
ثانيا – إن مواقف الدول العربية متباينة من دعم النظام السوريّ ، فدعم السعودية لتنظيمات سلفية في سوريا لا يخدم مصلحتها الحالية ولا المستقبلية في المساهمة – على الأقل – في استقرار المنطقة ، ودعم شيعة البحرين أو السعودية أو الإمارات أو غيرها لحزب الله أو لنظام بشار لا يدعم الاستقرار في داخل هذه الدول على أقل مخاطر التدخل في شؤون الغير إذا اعتبرنا ثورة الشعب السوري قضية داخليّة بحتة لا تخص إلا الشعب السوري بدرجة أولى.
السّؤال : إذا كانت الأحلاف السياسية بين الأنظمة لا تخدم مصالح الدول على المستوى القريب والداخلي ، فما الذي ستستفيده دول كبيرة – كالسعودية مثلا – من إدارة حرب بالوكالة تكون هي ضحيتها في المستقبل البعيد ؟
فإن قلتم الهدف ضرب إيران عبر تدمير سوريا وحزب الله ، فلا يخفاكم أن تركيا ومن ورائها بعض دول الجوار ليست لها أي مصلحة في نقل الحرب من سوريا أو لبنان إلى دولة مجاورة ، وإن قلتم الهدف إضعاف إيران ولبنان وغيرها فهذه دول ضعيفة أساساً لا تقوى على حرب نووية وليس في مصلحة إسرائيل أن تكون أراضي الأردن أو فلسطين أو لبنان مسرحاً لحرب تحرق الجميع.
ثالثاً – إنّ دعم حاكم السعودية أو غيره لانقلابيّي مصر مؤخراً أو لانقلابيّي الجزائر منذ عشرين سنة ويزيد لم يخدم مصلحة الشعوب العربية ولا مصلحة الأنظمة – مهما كانت أشكالها – ولا قضية الإسلام السياسيّ التي طرحت بقوّة على بساط البحوث المعاصرة.
السّؤال : فهل تأسيس دولة سنيّة شافعيّة في سوريا أو في لبنان بدلا عن النظام النصيري البعثي أو النظام العلماني في لبنان يشكل خطوة نحو حلحلة أزمة الشرق ومن ثمّ توجيه الأنظار إلى الحلّ الكامل مع عدوّ الأبد ” إسرائيل ” ؟
فإن أجبتم بأنّ تأسيس دولة شعبيّة بهذه المقاييس يعفي الأنظمة الحالية من التطبيع مع إسرائيل فقد فات حلّ مشكلة الثورات المسروقة وأنصاف الثورات الراهنة في دول العرب الضائعة ، وإن قلتم بأنّ الحلّ يكمن في الرجوع إلى قرارات الأمم المتحدة وإعادة بعث الحوار الإسرائيليّ العربيّ فالذي ضاع من أعمار شباب الأمة العربيّة ومن جهودها وثرواتها لا يعيد القضيّة إلى نقطة البداية بقدر ما يؤسّس فيها لبدء مرحلة جديدة وأخطر ممّا كانت تعرف بمرحلة أنظمة الكلّ – أمنيّ ، وأنتم أعرف الناس بما جرّته عيّنة واحدة من هذه الأنظمة القمعيّة – وما حال الجزائر عن أحدٍ بخافٍ – .
فلكم الشكر سيدي على إتاحة مثل هذه الفرص لتنويرنا بما وهبكم الله تعالى من العلم والمعرفة.
والسّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.