لماذا لا يقلدون فرنسا في إحترامها لشعبها؟

337

أكدت نتائج الأمس، الهزيمة التي مني بها الحزب الإشتراكي الحاكم في الإنتخابات المحلية.
أدى ذلك إلى “سقوط” حكومة “آيرو”، وتكليف وزير الداخلية “فالس”، العنصري والمتصهين بالمناسبة، بتشكيل حكومة جديدة علًها تمتص غضب الفرنسيين الذي عبرت عنه صناديق الإنتخاب.
الغالبية العظمى من المسؤولين الجزائريين يعشقون فرنسا حتى النخاع ويقلدونها ويعظمونها في أشياء كثيرة بما فيها التحدث بلغتها، وكثير منهم يعتقد أن العالم يبدأ وينتهى في باريس وعلى راسهم طاب جنانو، الذي قال عنه ديغول يوما “هذا الشاب يريد الخير لنا Ce jeune nous veut du bien”، لكنهم لا يقلدون حكام فرنسا في الأشياء الجيدة و منها إحترام إرادة الشعب التي تعبر عنها الصناديق الشفافة حقا وصدقا.

والسؤال المنطقي ولماذا لا يفعلون؟
لأنهم في واقع الأمر ينظرون للشعب بأنه غاشي جاهل وطمًاع، كما كان ينظر أسلافهم الكولون، وأشدد على كلمة أسلافهم، لأن تصرفاتهم تنم فعلا على أنهم ورثة الكولون، والذين كانوا يصفون الجزائريين بأبشع الأوصاف، حتى أنهم عندما غيروا الإسم الثلاثي للجزائريين بقانون في 1881، أعطوا للكثير منهم أسماء قبيحة وبذيئة وأحيانا فاحشة، إستحقارا وإستعبادا وإذلالا لهم.
بعد 60 عام على الثورة التحريرية المباركة، نجد أنفسنا مرة أخرى، نطالب بالحق في تقرير المصير.
يآسفاه على التضحيات الجسام لأشراف الثوار.

محمد العربي زيتوت

3 تعليقات
  1. محمّد يقول

    السؤال : لماذا لا يقلدون فرنسا في احترام شعبها ؟ لعل الجواب أن هؤلاء يقلدون أسيادهم في ما برعوا فيه، ففرنسا علمتهم احتقار الشعب ، وهؤلاء احتقروا الشعب حتى قتلوا شرفاء الأمة في الطرقات ، ورأوا أسيادهم ينهبون أرزاق الانديجينا وكذلك فعلوا حتى شكا نهبهم وسرقاتهم شركاؤهم ، ورأوا أسيادهم حريصين على الفسق والخمور والفجور فنافسوهم حتى صار معلموهم من جملة صغار تلاميذهم فكيف نلومهم على هذا كله وهم قد أخلصوا كل الاخلاص في التعلم والممارسة الميدانية.
    كتب الشهيد المغدور به العقيد لطفي عليه الرحمة قبل استشهاده يقول : يا إخواني الجزائر سوف تستقل هذا مؤكد سوف يتحقق الاستقلال عن فرنسا وأما الثورة فقد ضاعت يا إخواني. وبرهنت مراحل ما بعد الاستقلال صدق الشهيد عليه الرحمة.
    ووالله لو صح لنا فقط الخلع من حضرة طاب جنانو لكان ذلك على الشعب كثيراً فعقد زواج بوتفليقة بالجزائر جرى على التأبيد فليت قاضي المحكمة كتب في هامش العقد نكاح مؤقت لعل موت العاقد يجري القسمة والميراث وهيهات أن يقع طلاق المريض أو خلع المكره وبعيد أن لا تسري آثار العقد بعد موت العاقد

  2. مجهول يقول

    سؤالك استاذ زيطوط يحتوي الاجابة .. فاحتراما للشعب الفرنسي عملت فرنسا على ضمان مستقبل الاجيال منذ القدم ، و لضمان هذا المستقبل لابد من ايجاد موارد طبيعية في الخارج تفتقرها فرنسا ، و ايجاد اسواق خارجية مهمتها بالاساس هي استهلاك ما تنتجه فرنسا تشجيعا للاقتصاد الفرنسي و الحفاظ على اليد العاملة و بالتالي الحد من البطالة ، وجدت في الجزائر خير مورد و مستهلك للمذكورين انفا .. و بتواطؤ وصل لحد التعصب من طرف المسؤولين الذين وضعتهم فرنسا في ملحقتها الجزائر، فلو يقلدون فرنسا في إحترامها لشعبها لاحدث مشكل لفرنسا نفسها خاصة في المجال الاقتصادي ،

  3. ابوصفوان يقول

    السلام عليكم اخي الكريم،

    عقدة النقص…وقبلة العار

    انها عقدة النقص التي شبوا عليها اتجاه كل ما هو فرنسي وحتى النخاع. هؤلاء المسوخ لم يعرفوا يوما معنى الكرامة وعزة النفس. انهم يعشقون الى الموت كل ما يمت الى الثقافة والتقاليد الفرنسية بصلة، ظنا منهم انهم بذلك تكون عندهم الحظوة ويكون لهم الشأن. لقد نسوا ان فرنسا ولولا نفوذها في الجزائر وفي مستعمراتها القديمة لما كادت ان تنافس اضعف الدول في اوربا. فرنسا اليوم تعاني من عدة ازمات ولولا الصفقات التي تحصلت عليها عن طريق عملائها في الجزائر لأفلست الكثير من شركاتها ولتقهقرت اقتصاديا واصابها ما اصاب على الاقل الاسبان واليونان.
    ان حكام الجزائر وعلى اختلاف اشكالهم والوانهم وفي غالبيتهم وبخاصة بعد الانقلاب المشؤوم مازالت فرنسا تمثل امهم التي لا يعصون لها امرا، فهي الآمر وهي الناهي وهي مركز الكون بالنسبة لهم. انهم يفعلون ذلك لعلمهم بان فرنسا تعرف حقيقتهم، سرهم وعلانيتهم. انها تعرفهم وتعرف جرائمهم وفضائحهم. انها تملك اسرارهم وارشيفهم الاسود الذي لو اطلع عليه الشعب لبصق على صورهم وبال على قبورهم كما قال فرنسيس فوكوياما في حق الحكام العرب قبل سنين.
    ان نظرية القابلية للاستعمار تتجلى وبكل وضوح في خضوع وخنوع هذه الحثالة لفرنسا، وحبذا لو قلدوها في كل شيء وذهبوا معها الى الجحيم. لقد رضوا لانفسهم ان يكونوا فرنسيين وفرنسا بريئة منهم. لقد اجرت فرنسا استفتاءا شعبيا حول استقلال الجزائر وقبلت بالنتائج رغم انها لم تصب في مصلحتها. انها لم تجرؤ على الغش او التزوير واذاعت على العالم ان الشعب الجزائري يريد تقرير المصير. وللاسف الشديد ومنذ اكثر من خمسين سنة والغش والكذب والنفاق والتزوير هو سيد الموقف عند حكامنا. تقوم فرنسا اليوم باستغلال كل الفرص من اجل الدفاع عن مصالحها ويقوم حكامنا ومسؤولونا بتقديم كل الطاعة على حساب المصالح العليا للشعب وللوطن.
    لا يمكن ان يقف امام الغطرسة الفرنسية الا اصحاب الايد المتوضئة، واصحاب المشروع الحضاري الذي يدافع عن عقيدة الامة وشخصيتها. لقد وقف بالامس الرجال والنساء الاشاوس ضد فرنسا وهم لا يحملون الا الايمان بان من يدافع ويضحي بالغالي والنفيس من اجل لا اله الا الله سوف ينتصر حتى وان اجتمعت قوى الظلم كلها وما اضعف هذا من عزيمتهم وارادتهم. لقد فهم شهداؤنا الابرار والمخلصون من المجاهدين الذين بقوا على العهد سائرين ان فرنسا الصليبية التي مجدت الاستعمار واعتبرته فعلا حضاريا لم تكن سوى دولة حاقدة ظالمة جاءت الى الجزائر من اجل النهب والتقتيل والتخريب والتدمير. يقول ميشال هبارد في كتابه ( قصة زور ) { كان الشعب الجزائري كله يعرف القراءة والكتابة والحساب } اثناء دخول الجيوش الفرنسية الى الجزائر.
    لقد خرجت فرنسا من الجزائر وتركت لنا ابناءها غير الشرعيين واقول غير الشرعيين لانهم لو كانوا كذلك لما فعلوا بالشعب الجزائري كل هذه الافاعيل من تدمير وتخريب وافساد. و مهما طال الزمن او قصر فسوف تلحقهم اللعنة وسيتبوؤون مقعدهم من النار وبئس القرار.
    اختم هذا التعليق بكلمات قالها جون بول سارتر بعد ان قرأ كتاب المعذبون في الارض لفرانز فانون : { ان كتابات فانون تشعرك بالعار كفرنسي واوربي…والشعور بالعار احساس ثوري بامتياز }. كما قال ايضا : { أن تكون من سكان البلاد التي وقع عليها الاستعمار وفي أقصى وأعمق حالات البؤس والحرمان المعيشي أفضل من ان تكون من سكان البلاد التي مارست الاستعمار!.} هذا لمن يعتبر ولكن كما يقول الشاعر : لقد اسمعت لو ناديت حيا…….ولكن لا حياة لمن تنادي.

التعليقات مغلقة.