في زمن ما، كانت الخيانة تحاك خيوطها في الغرف المغلقة، ويخطط للمكر و التضليل في سرية كاملة، إلا أن الأيام تغيرت و أصبحت الخيانة عمل رائع يتباهى به حكام الجزائر دون وازع ضمير ولا رهبة من أحد.
فعل سبيل المثال، فإن ما يسمى بالرئيس لم يجد أي مستشفى، على كبر العالم و إتساعه، يعالج فيه ، منذ 2005، إلا مستشفى عسكر فرنسا، أطباءه ضباط فرنسيون وتديره وزارة الحرب الفرنسية و يحفظ أمنه مخابرات فرنسا.
ليته ذهب إلى مستشفى مدني في باريس عندما لم يجد مستشفى يعالج فيه إلا في البلد الذي حطم بلده ل130 عام.
وعندما إختار مكان للنقاهة لم يجد إلا مبنى، هو أيضا يتبع عسكر فرنسا، ولا يدخله في الغالب إلا من قدم خدمات عظمى للجمهورية الفرنسية من كبار الفرنسيين.
وحينما قررت فرنسا التدخل المباشر في منطقة الساحل، بعد أن أصبح وكلاءها من الحكام، في النيجر ومالي بشكل خاص، مهددين بقوى مناوئة لهم تزحف نحو قصورهم المشيدة، في حين أن أكثرية شعوبهم تتضور جوعا وتموت عطشا، فقد طلبت المساعدة من حكام الجزائر وإذا بالموافقة السريعة، “بلا حدود و لاقيود”، بفتح الأجواء و تقديم كافة أنواع الدعم للمستعمر القديم المتجدد، الذي يقاتل من أجل مصالح إستعمارية، تعاند حركة التاريخ، في محاولة يائسة للبقاء و لو على حساب أوطان وشعوب بأكملها.
أما الولايات المتحدة، فإن أجواء الجزائر قد فُتحت لها منذ 2003 حيث تعبث الطائرات بدون طيار كما تشاء، وتتجسس طائرات السي أي أي على أرض عميروش وبن مهيدي وبن بولعيد، أيضا، بلا قيود ولا شروط، حتى أن الجنرال قنايزية، الوزير السابق المنتدب للدفاع، إشتكى للمسؤولين الأمركيين من أن وزارته لا تحصل ولو على جزء بسيط من الصور التي تلتقط لكل الجزائر، على الرغم من “أنكم وعدتمونا بذلك عندما وافقنا على فتح الأجواء لكم”.
ثم جاءت قبل أيام قضية الغاز الصحري، التي تريد فرنسا من الجزائر أن تصبح منتجة له، رغم أن الجزائر تنام على بحار من الغاز الطبيعي، ورغم من أن فرنسا ليس لها غاز طبيعي و قالت على لسان رئيسها شخصيا، أنها تمنع مطلقا أي تنقيب على الغاز الصخري في فرنسا لما له من مضار كبيرة على البيئة، وتبعا لذلك، على الإنسان والطبيعة عموما.
وهاهي الأخبار تتوالى على أن جنرالات الجزائر قد بعثوا بآلاف الجنود الجزائريين لقتال إخوة لهم في ليبيا، لأن فرنسا و أمريكا تتهم بعض اللبيين بأنهم “إرهابيون” و”خارجون على القانون”.
نفس التهمة التي كانت توجه لثوار الجزائر قبل ستين عام.
وآخر الأخبار تقول أيضا من أن الجزائر، أو بعبارة أدق جنرالات الجزائر ومعهم الشقيقين بوتفليقة، سيشاركون في إحتفالات 14 جويلية بجنود جزائريين.
أحفاد ثوار الجزائر، وما يفترض أنهم ورثة جيش التحرير، يذهبون لتحية الجيش الإستعماري، كما كانت فرنسا الإستعمارية تفعل من قبل، فتفرض على أبناء المستعمرات تقديم التحية لرايتها التي بإسمها يُخضعون ويُقهرون ويُبادون.
الواقع أن للعهدة الرابعةا ثمن، وسيكون باهضا جدا، خاصة إذا كان صاحبها في وضع صحي بائس ويائس.
والحكم الإستبدادي، وهو لا يستند، طبيعيا، على إرادة شعبه، فإنه، منطقيا وحتميا، يستند على القوى الكبرى.
والقوى الكبرى ليست جمعيات خيرية، وإنما قوى إمبراطورية إستعمارية تسعى أن تظل مسيطرة على العالم، وهي تسخر كل الطاقات من أجل ذلك.
وأرخص الطاقات و أبخسها، هم الحكام الوكلاء، العملاء، الفاسدون الذين ينهبون أوطانهم ويُخضعون شعوبهم من أجل كرسي تضمن بقاءه ودوامه القوى الكبرى.
محمد العربي زيتوت
نسأل الله العافية، دمرونا … حطمونا …وها ه يحاولون محو هويتنا … اللهم عليك بالظالمين . نسأل الله أن يرفع غفلتنا ويوفقنا لما فيه الصلاح آمين .
لا نكتب يا سي زيتوت “أرخص الطاقات وأبخصها”
وأنما ارخص الطاقات وابخسها
(أبخس) وليس (أبخص)
أبَخَصَ معناها (بخص) عينه قلعها مع شحمتها وبابه قطع ولا تقل بخس
أبخَصُ: ( اسم )
أبخَصُ : فاعل من بَخِصَ
بَخَصَ: ( فعل )
بَخَصَ بخْصًا
بَخَصَ عينَه : فَقَأَهَا
بَخِصَ: ( فعل )
بَخِصَ بَخِصَ َ بَخَصاً فهو أبخَصُ ، وهي بَخْصَاءُ والجمع : بُخْص
بَخِصَ : نَتَأَ فوق عينيه أو تحتهما لحم كهيئة النَّفْخة
شكرا على التصويب.
في البداية أرجوا من العلي القدير أن ينصر المخلصين من الأمة وأن يأخذ بأيديهم وأن يبلغهم مرادهم آمين.
ليس الذنب ذنب بوتفليقة وحاشيته فحسب بل إن الذنب ذنب من صفق وهلل لبوتفليقه وزبانيته اللاهثون وراء المصالح الزائلة والمناصب البائدة وهم كثيرون وكلهم آكلوا سحت يتخبطون في شراك الهوى ويتآكلهم الطمع قبح الله سرهم.
يا أخي محمد الشيخ حداد البيجاوي – على وزن بجاية – رمى بعصاه في البحر وقال قولته الشهيره ( سنرمي بالفرنسين في البحر وليعودوا من حيث جاؤا) أما بوتفلبقه جاء ليتمم الحلقة التى توقعها خبراء فرنسا بالأمس وهو اليوم يصهر على دعم الإقتصاد الفرنسي والمصالح العليا الفرنسية ولو كان فعلا مجادا – وهو أمر محسوم- لرضي أن يصبر على مرضه على أن يسلم أمر مرضه للفرنسيين .إن الجزائر خصوصا والعالم الإسلامي عموما ينقصهما رجال يتنفسون الحرية ويتعطرون بالورع وتاج وقارهم الإثار ويتعففون في كل وقت وحين خشية الطمع وهو ما حدث لجبهة الإنقاذ عندما خذلوها دعاة الإعتدال والوسطية وكانوا عونا للنظام على إخوانهم ولأن الله حق، تساقطت الأقنعة وبانت سعاد ؟؟؟ لقد قلت لمن أأمنهم إن البلد الذي رفع رأسه شهداء الجزائر والمخلصون من المجاهدين أهانه بوتفليقه (بخس به) و قواديه ومعاونيه قبحهم الله جميعا لأنهم لو كانوا يحبون الجزائر ما قبلوا أن يضحكوا علينا بتفويضهم بوتفليقه لرئاسة رابعة وهم يدركون أنه لايصلح حتى أن يستخدم كراع للأغنام ، ولأنه أيضا أول من سرق الجزائر والجزائريين واستخف بعقولهم ونسائهم وبدد أموالهم وهاهو اليوم جعل من الشعب الجزائري أضحوكة يتسلى بها أبناء أوربا كيف لا وهم يتمتعون بخيرات الجزائر و الجزائريين يأكل بعضهم البعض تحت عنوان طاق على من طاق.
ملاحظة. كلمة قوادين عربية وتستعمل للتدليل.
كل علل الحكم وأسقام الحكام نعرفها ولا نرضى بها بل نحن غاضبون منها وعليها ، لكن ما الحل ؟ وكيف يكون التغيير ؟ هل يكون التغيير بالثورات التي نشرت الخراب والدمار في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر ؟ هل يكون التغيير بـ 60 حزبا قزميا مجهريا لم يؤسسها أصحابها سوى للظهور ( الشهرة ) وامتطاء الظهور ( الكراسي ) منها ـ ربما ـ 15 حزبا ( إسلاميا ) على الرغم من أن كتاب الله واحد وسنة رسول الله واحدة ، ومنها حزب الآفة الذي تحول من جبهة لتحرير الوطن إلى آفة سياسية تتصارع فيها الوجوه الكالحة على التموقع من أجل السلطة والمال ؟ هل يكون التغيير برؤساء الحكومات السابقين الذين فجأة صاروا معارضين ويندبون الحضوض ويلطمون الخدود على الجزائر بعد ما فقدوا مناصبهم ؟ من يثق في هؤلاء الذين حاكما بالأمس وانقلبوا معارضين اليوم ؟ ولماذا لم يغيروا قطميرا ولا نقيرا عندما كانت أزمة الحكم بأيديهم ؟ هل يكون التغيير بالتكفير والتفجير كما يعتقد خوارج هذا العصر ؟ هل يكون التغيير بالصراخ والصياح وسد المنافذ وقطع الطرقات والتجمهر والتظاهر كما دعاهم لذلك سعيد سعدي وكثير من شيوخ الفتنة والضلال ؟ لقد فطن الجزائريون لكل ناعب وناعق وزاعق ولم يعودوا يثقوا في أحد يريد ركوب الموجة على ظهورهم ، فمن يريد العمل يتظاهر لأجل العمل ، ومن يريد السكن يتظاهر لأجل السكن ، ومن يريد رفع راتبه الزهيد يتظاهر لتحسين أجره … ، ثم ألا يحق لنا أن نتسائل ؟ ما مصير تونس بعد التغيير هل أسمنتهم الثورة أو أطعمتهم من جوع ؟ ما مصير التغيير في مصر ؟ هل صار المصريون أكثر رفاه وأشد قوة ؟ ما مصير التغيير في ليبيا ؟ هل هم أفضل حال من أيام القذافي ؟ ما مصير التغيير في اليمن ؟ هل هم احسن حال من حكم علي عبدالله صالح ؟ ما مصير التغيير في العراق ؟ أليست الدماء هناك تسيل مغزارا ومدرارا ومكثارا مع مطلع كل شمس ؟ .
يا سي العربي تعالى لنتعاون على تغيير أنفسنا أولا لعل الله أن يغير ما بنا ، ثم أريد أن أسألك . هل بوتفليقة قال لتجار الحشيش والأفيون أغرقوا العباد والبلاد بالزطلة والقنب الهندي ؟ هل بوتفليقة قال للمجرمين زوروا النقود والعملات ؟ هل بوتفليقة قال للزناة واللوطيين إفعلوا ما أنتم فاعلون ؟ هل بوتفليقة قال للمرتشين دسوا أموال السحت في جيوب زيد وعمر من أجل قضاء مصالحكم ؟ هل بوتفليقة قال للمتثاقلين عن آداء صلاة الصبح في وقتها ناموا حتى تطلع الشمس وصلوا الصبح في الضحى ؟ هل بوتفليقة قال لخاطفي الأطفال إفجعوا الأمهات والآباء في فلذات أكبادهم ؟ هل بوتفليقة هو من أمر الشباب ليحرقوا ويكسروا بعد مباراة لكرة القدم سواء عليهم في ذلك ربحوا أم خسروا ؟ هل بوتفليقة هو من قال للتلميذ إضرب معلمك ضربا مبرحا ولا عليك ؟ هل بوتفليقة هو من سخر بعض القابلات لإجهاض الحاملات من السفاح والزنا ؟ هل بوتفليقة هو من قال تهوروا في السياقة واسرعوا في الطرقات ليسفك بعضكم دم بعض في حوادث السير ؟ هل بوتفليقة هو من أغمض عيون الناس عن المطالعة والمدارسة ؟ هل بوتفليقة هو حبس الشفاه عن ذكر الله والصلاة ؟ …..
يا سي العربي إن مجتمعنا يحتاج إلى رعاية أخلاقية كبيرة تعيده إلى صوابه ، ولا تقل لي ذلك غيرلا ممكن إلا بعد تغيير النظام ، لأن هذا المنطق غير صحيح ، لأن مكارم الأخلاق كانت حتى في الجاهلية الأولى ، ولما بعث الله رسول المصطفى وحبيبه المجتبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .