“التحالف الدولي الجديد حرب على المستضعفين وليس على الإرهاب”

104

الجمعة 12 ايلول 2014

لندن ـ خدمة قدس برس
قلل الديبلوماسي السابق العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة محمد العربي زيتوت، من أهمية الرهان على نتائج الاجتماع الإقليمي الذي احتضنته مدينة جدة السعودية أمس الخميس (11|9)، وشاركت فيه دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى لبنان والأردن ومصر والعراق وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، واعتبر ذلك خطوة جديدة في سياق الدفع بالمنطقة إلى مزيد من الفوضى العارمة والتعجيل بسقوط من تبقى من عروش الطغاة في المنطقة العربية.
وأشار زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” إلى أن تنظيم دولة العراق والشام، ليس إلا مبررا سياسيا للاستمرار في حرب الطغاة على المستضعفين لحماية عروش من تبقى من الطغاة في العالم العربي، وقال: “ما جرى في السعودية يوم أمس الخميس (11|9) هو شكل من أشكال حرب الطغاة على المستضعفين، وذلك عبر استخدام تنظيم شديد التطرف كمبرر لذلك.
لا شك أن تنظيم المسمى دولة العراق والشام قدم لهم تبريرا مركزيا لإعلان حربهم من خلال ما قام به من أفعال يندى لها جبين الإنسانية، لكن بالمقابل هذه القوى هي عبارة عن تجمع لقوى طاغية خارجية وقوى استبدادية داخلية تهدف إلى الحفاظ على عروش الطغاة التي ترعبها حركة الشعوب، والهدف المشترك بين القوى المتحالفة ضد ما يسمونه الإرهاب هو قهر الشعوب المستضعفة وإخضاع الدول وتحطيم الأوطان”.

وأعرب زيتوت عن عدم إستغرابه لأن بعض الانظمة العربية، التي وصفها بـ “المستبدة”، تستمر في الرهان على التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية وترفض الانصات لمطالب شعوبها التي نطقت بها في العديد من الدول العربية التي ثارت من أجل الحرية والكرامة، وقال: “للأسف الشديد، هناك أنظمة عربية مستبدة مازالت تراهن على جواد خاسر، لأن أمريكا 2014 ليست أمريكا ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بل وحتى مطلع القرن الحالي، فقد خاضت أمريكا ثلاثة حروب في أفغانستان والعراق وأخرى ضد ما أسمته الإرهاب الدولي، ولم تنجح في تكريس الاستقرار في أي من الدول التي استهدفتها، بقدر ما انتهت إلى فوضى عارمة وخسائر فادحة لها ولجميع من اشترك معها في تلك الحروب، فهي لم تستطع القضاء على “الإرهاب” بل مكنت له في الصومال واليمن والعراق وسورية ودول أخرى، كما أنها لم تحم حلفاءها من الأنظمة الطاغية من هبة الشعوب العربية، بدءا من تونس وانتهاء باليمن مرورا بمصر وليبيا، والبقية على الأبواب”.

ودعا زيتوت عقلاء الأنظمة العربية إلى اختصار الطريق على أنفسهم وعلى شعوبهم وذلك بالتجاوب المباشر مع مطالب الشعوب العربية في الحرية والكرامة، وقال: “لا شك أن التجاوب العربي الرسمي مع مطالب الشعوب التي رفعتها الثورات العربية عاليا، وعلى رأسها حق الشعوب في اختيار حكامها ومحاسبتهم وعزلهم بالطرق السلمية، هو الطريق الأقصر والأمثل والأقوم لحماية العالم العربي من المطامع الاستعمارية، لكن للأسف المستبد عندنا لازال يعتقد أن القوة الطاغية يمكنها أن تحمي عرشه وتنجيه من هبة الشعوب وطموحها إلى العيش بحرية وكرامة، وهو اعتقاد بالتأكيد ليس صحيحا، وقد أثبتت الوقائع على الأرض أنه خاطئ، إذ أن الاستجابة لتطلعات الشعوب في الحياة بكرامة وسلام وضمان الحريات الأساسية التي كفلها الإسلام قبل أن تكفلها الشرائع الدولية، هو الطريق الأمثل لأمن منطقتنا لو كانوا يعقلون”.

التعليقات مغلقة.