مجازر فرنسا في 8 ماي 45
ت ؤكد كلّ الكتابات، أنّ واحدة من المجازر الاكثر بشاعة في القرن العشرين، هي تلك التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية ضدّ الجزائرييّن في مثل هذا اليوم من 8 ماي 1945، واستمرّت لأسابيع، وهي التي مهّدت وسرَعت الطريق إلى ثورة نوفمبر 54.
مرَ ما يقارب العقد من الزمن بين الواقعتين، تعمّقت فيه القناعات وترسّخت، من أنّ اللّغة الوحيدة التي يفهمها، من يقتل عشرات الآ لاف من المدنيين الذين خرجوا يذكََرون فرنسا وحلفاءها بوعودهم، هي لغة العنف المسلّح وفقط العنف المسلّح.
لم يكن ذلك سهلا، وقد كانت فرنسا، بعسكرها ومستوطنيها وقوانينها وكتّابها وخدَامها، تملأ دنيا الجزائر بؤسا وظلما و فسادا وخداعا.
وكانت الجزائر قد اختفت من الوجود تماما، كدولة ووطن ومجتمع، لما يزيد عن قرن من الزمن.
عمَق ذلك الوضع البائس، عملاءها ومحبّيها من “أهل البلاد”، سواء كانوا من بعض “رجال الطرق الصوفيّة” الذين قال بعضهم، “إنّ فرنسا هي قدرنا ومن يعترض على ذلك فإنّه يعترض على الله، لأنّ القدر من الله، ومن ثمّ يكون قد كفر”.
أو من الذين خدموا لديها عسكرا وقيّادا وباشاغوات وكتّابا…يٌخضعون لها “الآهالي”، قسرا وخداعا وتدجيلا.
كانت المهّمة مستحيلة بكلّ المقاييس البشريّة، ولكنّ الذين غيَروا ما بأنفسهم، من خوف وعجز ويأس، غيَر الله افكارهم وقناعاتهم وأعمالهم، فإذا بهم يقهرون الامبراطورية الفرنسيّة ومن معها من كلّ الأجناس والأصناف…
معجزة بكلّ الحسابات والتقديرات البشريّة…
إنّ شعبا افتكّ عنوة وعن جدارة، حريّته من فرنسا الاستدماريّة، لهو قادر بإذن الله- إن هو أخذ بالأسباب- أن يحقّق ما هو أدنى من ذلك، فيكنس عملاء فرنسا – الامبراطورية – سابقا، وعبَادها وخدًامها الى مزبلة التّاريخ، والى غير رجعة…
صدقت و بارك الله فيك