في دولة بوتفليقة…سعداني يهاجم و أويحي يكذّبه..!!

332
سعداني الأمين العام لما يفترض أنه أكبر حزب في الجزائر، الذي يرأسه بوتفليقة، يهاجم الجنرال توفيق الرئيس السابق للمخابرات لما يزيد عن ربع قرن…هجوما عنيفا وشرسا، بتهم يصل أدناها إلى حدّ الاعدام لو كنا في دولة قانون..
…كان هذا أول أمس الخميس 6 اكتوبر…
 
هذا اليوم، السبت 8 أكتوبر، رئيس الحكومة السابق لثلاث مرات ووزير الدولة، ورئيس ديوان نفس الرئيس، بوتفليقة، يدافع عن الجنرال توفيق ويكذّب سعداني!!!
 
أحمد أويحي، الشهير بصاحب المهماّت القذرة وأحد كبار رؤوس الاستئصال، لا يكذّب سعداني فقط بخصوص الجنرال توفيق ولكن أيضا بخصوص ضباط فرنسا و بخصوص رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بالخادم…
 
بالنسبة لأحمد أويحي، فإن ضباط فرنسا الذين هاجمهم سعداني بشدة، “هم الذين استند عليهم الرئيس الأسبق هواري بومدين لبناء جيش قوي…” يومها، يضيف أويحي، “كان الرئيس بوتفليقة وزيرا للخارجية وكان يتعاون معهم…”
بعبارة أخرى، يقول أويحي لسعداني إنك تهاجم الرئيس بوتفليقة، الذي في واقع الأمر، من جاؤوا به رئيسا في 1999 هم ضباط فرنسا ، وقد كان زميلا لهم في عهد بومدين!
 
سعداني، وهو رئيس مليشيا سابق وطبال في فرقة فلكلورية قبل أن يبدأ مهمة القتل في التسعينات، كان قد اعتبر الجنرال توفيق هو رأس حربة ضباط فرنسا ،الذين فقدوا نفوذهم “بوصول المجاهد عبد العزيز بوتفليقة” إلى الرئاسة، وهم يحاولون العودة والتشويش على الرئيس ..لكن ذاك الزمن قد انتهى و”قد أغلقت رئاسة الجمهورية في وجوههم…”
 
قبل أيام كان وزير التجارة قد قال صراحة، أنه عاجز على اتخاذ قرار حتى ب”إغلاق مطعم يقدم مأكولات فاسدة…” وأن هناك أصحاب نفوذ يهددونه ويهددون موظفي الوزارة وقد وصل بهم الأمر إلى حدّ تزوير تواقيعه..!
 
وقبله بيومين، صرخ وزير السياحة بغضب من أن مشروعا سياحيا كبيرا، حول العاصمة، قد نَهب كبار النافذين آراضيه…وأنه عاجز على فعل أي شيء..! 
الوزيران هاجمهما زملاء لهم بما فيهم وزير العدل، الذي قلل من تصريحاتهما حول الفساد العارم و طالبهما ب”التقدم للعدالة إذا كانت لديهم أدلة”…
 
وزير العدل يدرك جيدا، أن سلفه كان قد أطيح به لأنه أراد تطبيق القانون على وزير الطاقة الأسبق، الذي اتهمه القضاء الجزائري بتهم خطيرة بما فيها اختلاس ملايين الدولارات، قبل أن تتم الاطاحة بوزير العدل يومها ولكن أيضا بالنائب العام، الذي كان قد أصدر مذكرة توقيف دولي في حق شكيب خليل، الوزير المتهم، و المتابع أيضا في عدة قضايا ينظر فيها القضاء الإيطالي والسويسري…
 
في مراحله الأخيرة، يعطي النظام الجزائري الانطباع أنه ليس فقط نظاما فاسدا ورديئا إلى حد يثير الدهشة، ولكنه أيضا نظاما يتبادل أقطابه التهم والتهم المضادة علنا…على مرأى ومسمع من العالم أجمع…
عالم كان قد أصيب بصدمة وهو يشاهد شخصا عاجزا تماما، إلى درجة لا يستطيع فيها إكمال ترديد قسم دستوري من تسعين كلمة…ومع ذلك يتوّج رئيسا في أبريل 2014 وهو الذي كان آخر خطاب له قبل عامين من ذاك التاريخ!
 
تهم بين أقطاب النظام، بالغة الخطورة، تتراوح بين النهب العلني للأموال والعقار و سيطرة المافيا على الدولة…وبين التآمر على الدولة وضرب أسسها بإثارة القلاقل فيها…
وقد أدت واحدة من هذه الاضطرابات إلى مقتل العشرات في منطقة غرداية وحدها، و التي أصبحت اليوم تحكم عسكريا وقد أضحت حياة أهلها أقرب إلى الجحيم…من هول الرعب الذي عايشوه لسنوات طويلة والذي قال سعداني أن مخططه ومدبره هو رئيس المخابرات يومها، الذي كان يتملك الرعب أي مسؤول لو ذُكر اسمه فقط!
على وقع صراع أجنحة الحكم تمضي أيام الجزائر…
الغارقة في هموم كبرى، والذي يزحف فيها الفقر زحفا على قطاعات واسعة من مجتمع، أنهكته حرب قذرة إبتداء، ثم فساد عارم طال كل مناحي الحياة، وأضيف إلى ذلك تهاوي أسعار البترول وهو السلعة الوحيدة التي عليها تعتاش بلاد تكبر، مساحةً، كوريا الجنوبية بأكثر من ثلاث وعشرين مرة…
بلاد يتهم فيها كبار مسؤوليها بعضهم البعض، باتهامات كان من يتجرأ على قول جزء منها، قبل سنوات فقط، من مقاومي هذا النظام يُتهم بالخيانة والعمالة والأيدي الخارجية…
وعليه تُشن حملات قذرة من جيوش إلكترونية لم تعد تدري ماذا تفعل…
وقد تصادم سادتها علنا وتبادلوا تهما تُقطع دونها الرؤوس…
toufik-saadani-ouyahia 
محمد العربي زيتوت
تعليق 1
  1. عبد الكريم يقول

    جزائر العزة والكرامة ضد السنة الكونية , للأن عمادها مبدأ القياس وذالك منذ عهود
    كل الدول التى أزدهرت ماديا ومعنويا عمادها سنة كونية مبدأ التكامل
    الأغلبية الحاكمة تدين بديكتاتورية الفكرة البشرية و الأسلام لا يمكن له أن يجادل هذا الدين
    كما يقال ماخاطبنى عالم الا و غلبته و ما خاطبنى جاهل الا و غلبنى

التعليقات مغلقة.