نقل المعركة إلى أرض الدول الداعمة

209

تحارب الدول الداعمة للديكتاتوريات الشعوب على غير أرضها، فهي تضمن أنها في أمان، وربما لا تعنيها كثيراً التكلفة المادية لذلك الدعم، طالما أن الأوضاع عندها مستقرة.

في بعض الحالات يمكن تبني استراتيحية نقل المعركة إلى أرض الدول الداعمة، فطالما ظلوا يخوضون حرباً على غير أرضهم لن يتضرروا ولن تشعر شعوبهم بالاستياء، لذلك يمكن شن حرب اللاعنف داخل تلك الدول اعتراضاً على دعمهم للنظم الاستبدادية، والفكرة الأساسية هنا أن العمليات اللاعنيفة ستتم داخل البلد الداعم وليس خارجه كما هو في استهداف المصالح.
والغرض الأساسي من تلك العمليات اللاعنيفة:
إرباك الدول الداعمة وشغلها بنفسها.
إثارة الاستياء الشعبي في تلك الدول من السياسات الخارجية.
تفتيت المعسكر الداخلي وإثارة الخلافات فيه حول المواقف الواجب اتخاذها.
إعطاء فرصة للدولة لتصحيح مسارها.
ومن أمثلة ما يمكن فعله بهذا الصدد:
احتلال مبان: لها دلالات محددة، أو الاعتصام في أماكن حيوية، أو إعلان تحدي الشوارع برسم شعارات تظهر الحكومات بأنها داعمة للديكتاتورية والفاشية.
إرسال وفود شعبية: من شخصيات بارزة تشمل فنانين وسياسيين وإعلامين ومفكرين وأدباء وممثليين للمجتمع المدني من أحرار العالم من مختلف الدول، لمقابلة المسئولين والحوار معهم حول جدوى ما يقومون به، مع إبراز الحدث إعلامياً ووضع الحكومة في مأزق، سواء اسقبلتهم أو رفضت.
التواصل مع الهيئات الشعبية: والقوى السياسية المعارضة داخل البلد الداعم، وإقناعها باستثمار هذا الحدث لتصعيد الضغط الداخلي، فالدولة تخوض حرباً ضد شعوب تنتفض من أجل الاستقلال والحرية، وهو ما تنكره معظم القوى الشعبية المعارضة في كثير من الدول.
ويمكن الرجوع للمزيد من الوسائل في كتاب أسلحة حرب اللاعنف.
المهم هو أن تفتح جبهة في الدول الداعمة، تشن فيها حرب اللاعنف عبر حزمة من التكتيكات الفعالة، مع مراعاة أن تتسم تلك العمليات:
بالكثافة والاستمرار،
والقابلية للتصعيد،
مع الاحتفاظ بروحها الحضارية السلمية،
وأن تكتسب دعم الشارع، وتثير استياءه ضد النظام الداعم لا المقاومين.
فاستراتيجية نقل المعركة تتطلب إصراراً أكبر على الروح الحضارية والسلمية، لأن هذه الاستراتيجية إن لم تفعل بشكل صحيح قد تحول شعب الدولة الداعمة كله إلى ساخط على حركات المقاومة والتغيير، ويصدق ما يروج حولها من أنها حركات إرهابية أو مؤامرات خارجية لتفتيت الدول.
لذلك من المهم أن تبدو واعية وناضجة، لا تعرف سبيلاً للتشنج، وإنما تحمل رسائل تعكس عدالة القضية، ورقي الأساليب المستخدمة لتحقيق تلك العدالة، وتخاطب الشعب ليؤيد تلك المطالب العادلة، وحق الشعوب في التحرر، وبذلك تسعى لكسب دعم الناس، كما تتمكن من إحداث حوار داخلي في الدولة حول السياسة الخارجية.
أما رسالتها للأنظمة الداعمة للديكتاتوريات أن المستقبل بيد الشعوب لا الحكومات، وأن ثمة عصر جديد يطل على العالم، ويجب ألا تفوتهم فرصة اللحاق بذلك العصر. وأنهم إن استمروا في دعم الديكتاتوريات فسيبدأ التصعيد، وستنتقل عمليت حرب اللاعنف إلى أرضهم بشكل مكثف. كذلك يجدر تغطية تلك العمليات إعلامياً ليتناقلها العالم، وتتعظ بقية الدول الداعمة.
ويمكن أن يقوم بتنفيذ تلك العمليات تحالف يضم أحرار العالم، فهو ليس واجباً فقط على أهل البلد الذي يقاوم الطغيان، بل على كل من يريد نصرتهم وتقديم هدايا التغيير لهم.

وائل عادل
8/9/2011
http://aoc.fm/site/node/645

التعليقات مغلقة.