زيتوت | المغاربية | الديبلوماسية ضحية للعصابات وأسيرة لصراعاتها

170

   محمد العربي زيتوت، وكل من الصحفي جمال بن شنوف، والأستاذ عبد العالي رزاقي، على قناة المغاربية يناقشون ملف الديبلوماسية الجزائرية، وأسئلة الداخل والخارج، في برنامج الحدث المغاربي مع الصحفي جمال الدين طالب.

    بداية، وردا على سؤال حول صحة خبر إقالة السفير الجزائري في فرنسا، ميسوم سبيح، قال محمد العربي أنه يعتقد أن الخبر صحيح، واستغرب ما قالته بعض الصحف الجزائرية أن ميسوم سبيح أقيل بسبب قضية العلم، وهو الذي يعتبر أحد المقربين من بوتفليقة، وأضاف أن عمر هذا الأخير كان يبلغ من العمر 74 سنة عندما عُين على رأس السفارة الجزائرية في فرنسا وبقي في منصبه لـ 8 سنوات، واعتبر أن هذا الأمر يمثل مشكلا كبيرا عندما يُعيَن أشخاص، يفترض أنهم فاقوا سن التقاعد بكثير، سفراء وقناصة لتمثيل الديبلوماسية الجزائرية.

    بالنسبة للأستاذ عبد العالي رزاقي فقد رأى أن هذه الإقالة جاءت بسبب الترتيبات المتعلقة بلقاء سلال وقايد صالح وبوتفليقة الأخير، وفشله في تعليق العلم الجزائري، وقال أن هذه العملية جاءت في إطار تقليص الأفراد الموالين للرئيس، وأضاف ان الجزائر أصبحت مستعمرة فرنسية بتوقيع بوتفليقة لمراسيم رئاسية من مؤسسة عسكرية فرنسية.

   وأضاف محمد العربي أنه، وإن كان من المعترضين على ميسوم سبيح (الذي كان أحد أساتذته في منتصف الثمانينات)، لأنه أحد الذين دمروا الإدارة الجزائرية، وأحد منظري حزب فرنسا، إلا أنه لا يُعقل أن تكون الأسباب التي قيل أنها مهنية، وأنها سبب إنهاء مهامه صحيحة، وأضاف أنه عندما يتواجد ” الرئيس ” في مؤسسة عسكرية فرنسية، وتابعة لوزارة الدفاع، ويناقش المسائل الأمنية للبلاد، وعندما تُفتح الأجواء للطائرات الحربية الفرنسية لتقتل الماليين باسم مكافحة الإرهاب، وهي التي قتلت الجزائريين من قبل باسم مكافحة الفلاقة والإرهاب، وعندما يتعاون لوجيستيكيا مع المخابرات الأمريكية والفرنسية في مالي، ولا يُحاسب، بينما يُقال سفير لأنه فشل في تعليق علم الجزائرفي ليزانفاليد Les Invalides، يُعتبر مهزلة واستغفال للعقول.

    في حين قال الصحفي جمال بن شنوف، أنه في العادة لا يختلف ي الأراء مع محمد العربي، ولكنه يعتقد أنه يخالفه هذه المرة، لأنه يرى، هذه المرة، أنه ليس لبوتفيقة أي دخل في تنحية ميسوم سبيح، وأن الإشكال الأهم، هو ان هذه الإقالة لم تمس فقط سفير، بل مست أحد مسيري مصالح بارونات النظام في فرنسا، وأضاف أنه متيقن أن هناك إجماع بين أجنحة السلطة حول هذه القضية.

    وحول التغيير الديبلوماسي، قال أن التعيين في المناصب الديبلوماسية يتم بمرسوم رئاسي، وأن يتم إصدار المراسيم الرئاسية من مؤسسة عسكرية فرنسية، فإن ذلك يعتبر إهانة كبيرة أخرى للجزائر، وأكد أن الدولة تمشي باختراق للدستور، و أن الأوامر تصدر من ليزانفاليد Les Invalides، أو من شخص آخر لا يملك حتى حق إدارة الدولة، في هذه التعيينات بالذات.

    وردا على سؤال حول حركة تغيير السفراء في عواصم أخرى، قال أن هناك صراع قوي جدا، وقد بلغ حدوده القصوى، مما ولد نوع من تصفية الحسابات بين الأجنحة المتصارعة على السلطة، ممثلة في جناح السعيد بوتفليقة، وجناح المخابرات، هذا الأخير الذي يقود حملة تحقيقات حول المسؤولين الذين قام الجناح الرئاسي بتعيينهم، وإقالتهم، واستغرب كيف ينكر البعض وجود هذا الصراع، وقد كشفته الصحافة، وحتى أطراف داخل ” النظام “، وأبرز أنه قال ذلك من قبل، وقد برزت اليوم كثير من الأمور التي أشار إليها من وحذر منها في السابق.

    وأضاف محمد العربي أن الجزائر والسعودية هما الجائزة الكبرى، بعد سقوط مبارك الذي كان ركيزة أساسية بالنسبة للغرب وأمريكا. الغرب وعلى رأسه أمريكا وفرنسا تريد بقاء هذا النظام، وهم يريدون منه إدخال إصلاحات حتى لا يسقط، وقال أن البعض في الغرب يفضل أن يكون هناك نظام إستبدادي الذي يدعم مصالحه بلا تحفظ ، وما تمر به الثورات اليوم، ماهو إلا مخاض طبيعي تمر به أي ثورة شعبية في العالم، وقال أن المشكلة في بعض العلمانيين العرب الذين يقومون بالتضليل الإعلامي، وتشويه الثورات، ومنهم من أوضح أنه يفضل أنظمة فاسدة ومستبدة على أن يصل إسلاميون ديموقراطيون إلى الحكم .

    وحول الأوضاع في دول الربيع العربي، مقارنة بالجزائر، قال أن الوضع في هذه البلدان أحسن منه في الجزائرفي بعض جوانبه الأمنية، وإن كانت هناك قلاقل لها مسببات، وأن هذه الدول، على الأقل قطعت شوطا كبيرا بإسقاطها أنظمة الإستبداد، فيما تزال الجزائر تغرق في ظل حكم العصابات.

    وردا على سؤال الصحفي حول دور الجزائر في بعض القضايا، مثل مالي، وسوريا، قال أنه ليس للجزائر أي دور، وإن كان لها فهو بائس، ويقف إلى جانب الإستبداد والفساد، وأن هذه الأفعال لا تمثل جزائر الثورة، بل صارت تمثل جزائر الإجرام.

    وفي الأخير، قال محمد العربي أن مهمة المخابرات حماية الأوطان، وليس حماية الأنظمة، وأنه كان من المفروض أن الديبلوماسية الجزائر تخدم مصالح الوطن وتُدار من طرف الشرفاء والأكفاء، لا من طرف من يدعمون الإستبداد والفساد اليوم، هؤلاء هم، يختم محمد العربي، هم من جعلوا الجزائر، وجيشها، عصا في يد الغرب وأمريكا.

 

إذا تعذر عليك مشاهدة فيديو اليوتوب أعلاه، يمكنك مشاهدة هذا الفيديو:

[flowplayer src=/videos/zitout_algerian_diplomacy_corrupted.flv splash=zitout_algerian_diplomacy_corrupted.jpg]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3 تعليقات
  1. خالد أيت قاسي يقول

    السلام عليك أخي المقاوم العربي زيتوت / و الله يا أخي ماذا عساني أن أقول الوضع يسوء كل اليوم و هذه العصابة لا تستحي أبدا ، تمرح و تنهب بدون رقيب و لا حسيب ، نسأل الله أن يفيق هذا الشعب و يقرر مصيره و تبقي دوما أخي العربي لك دور الفاعل في هذا و نمتني أن نراك مجدد في جميع القنوات لكي نستفيد و يستفيد الشعب من تحليلاتك النيرة

  2. حكيم زيتوني يقول

    عصابة الجزائر تسير من طرف المخابرات هي االي تدير الاحزاب الوزراء المدراء العسكر لاوبليس الدرك السفراء كلش هي و الشعب لاتي بي الكرة و التفهات سؤال للمخابرات اين الارهاب ولا راهم كونجي ياخي عصابة فالسو عندهم الزهر طاحو مع شعب سلبي و جبان و الا راهم طارو من بكري

  3. ليلــــي الخيــــام يقول

    السلام عليك أستاذي الكريم العربي زيتوت ، و الله ما يحدث في الجزائر الكارثة رئيس لديه شلل نصفي و مازال يحكم الجزائر
    و يصدر قرارات و يعين ، يجب علي الشعب أن ينتفض ضد هذا النظام لم يبقي الوقت الجزائر تضيع و كل يوم نسمع أن فضائح عديدة لا تنتهي ، إلي متي تبقي هذا يا الشعب الجزائري تتفرج

التعليقات مغلقة.