سيكتُب التاريخ …عن أمير قطر

598

سيكتب التاريخ…أن هذا الرجل ساند كثيرا من الشعوب العربية في ثورتها على الحكام المفسدين والمستبدين، و في الخمسينات – وقد كان في صباه –  ترأس اللجنة القطرية لدعم الثورة الجزائرية.

سيكتب التاريخ… أنه أنشأ قناة الجزيرة في 1996، بعيد الإنقلاب على والده  في27 جوان 1995، الذي كان لعبة في أيدي أمراء السعودية،.

وهي القناة التي أصبحت مع الزمن إمبراطورية إعلامية حقيقية، ولعبت مع الكبار، بل وفرضت نفسها عليهم، وفرضت نفسها على سلاطين العرب  المستبدين، ملوكا وأمراء ورؤساء.

وهو ما سمح لقطر، أساساً، أن تهيمن على القرار العربي، وهي الجزيرة النائية التي لم يكن يسمع بها إلا القليل ولا يساوي عدد سكانها حي من أحياء الجزائر العاصمة أو القاهرة أو الدار البيضاء. فعدد القطريين لا يزيد عن 125 ألف نسمة حسب إصاءات 2010.

سيكتب التاريخ… أنه تحالف أو تعامل، بشكل أو بآخر، مع الأضداد المتصارعين في المنطقة  و عليها، من إيران إلى إسرئيل، مرورا بعراق صدام وأردوغان تركيا، وهو الذي كان أمراء السعودية، الغارقين في الفساد، يهددون بابتلاع بلده في كل حين.

سيكتب التاريخ…أنه أصبح لاعبا مع كبار هذا العالم، الذي يتنافس زعماءه على الظهور في قناته التي لا يظهر فيها هو إلا نادرا، وقد أراد يوما كبراء العالم، المجرمان بوش وبلير، أن ينسفاها من الوجود وقد أزعجتهم  القناة في أفغانستان والعراق حتى وُصمت بأنها الناطق باسم الإرهاب و الإرهابيين.

سيكتب التاريخ…أنه استضاف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وفتح مكتبا للكيان الغاصب، وسجن وضيق على بعض معارضيه بما فيهم الشعراء، وفي نفس الوقت، إستضاف وأجزل العطاء، لكثير ممن يوصفون بالعنف والإرهاب في قاموس الغرب وحكام العرب، وتدخل في أكثر مشاكل العالم، محاولا المساعدة حينا و المنافسة أحيانا أخرى.

 

بالنسبة إلينا كجزائريين، سيكتب التاريخ…أنه تحالف- أو على الأقل تعاون- مع العصابة الحاكمة، ممثلة في عبد العزيز بوتفليقة، منذ أن جيء به إلى رأس الحكم.

بوتفليقة الذي ذهب إليه ذات يوم في عام 1979، يشتكي عسكر الجزائر، الذين طردوه وأهانوه بعد وفاة سيّده و صانع أمجاده بومدين، و توسل لديه ليشتري له شقة في باريس، وقد فعل.

ومازالت الشقة في واحد من أرقى أحياء باريس تشهد علي تلك العلاقة الخاصة، يومها كان وليا للعهد.

ومنذ ذلك التاريخ، وبوتفليقة يلقى دعمه ورعايته… فتحالف معه، وأيده وانتصر له، وبالمقابل حصل الشيخ الأمير على ما أراد من الجزائر بما فهيا آلاف الهكتارات للصيد و الإصطياد، وصفقات بملايير الدولارات وأشياء أخرى…

سيكتب التاريخ ذاك التناقض الصارخ، كيف يمكن لهذا الرجل أن يقف الموقف وضده في نفس الوقت.

كيف يسارع حتى التمادي، في دعم الثوار في هذا البلد العربي أو ذاك، ويواصل في، في نفس الوقت، دعم عصابة هي من أفضع و أبشع و أجرم طغاة العرب في بلد آخر، وأي بلد: الجزائر موطن الثورة و الثوار.

ولئن كان أحرار الجزائر وشرفاءها لم يعتمدوا يوما ولن يعتمدوا، بعد الله، إلا على إخوانهم، وأبناء وطنهم الأحرار، فإن التناقض سيبقى صارخا، واضحا وفاضحا، والتساؤل يبقى مطروحا أيا كانت التفسيرات و التبريرات.

ومع ذلك ليت كل حكام العرب يرحلوا قبل أن يُرحّلوا…

والأهم ليتهم يأتوا إلى الحكم عبر إرادة شعوبهم و ليس عبر الدماء “المقدّسة”، بالماء المهين أو البيان الأول أو دبابة المحتل…

 

محمد العربي زيتوت.

3 تعليقات
  1. احمد الرتمي يقول

    ونحن العرب الاحرار نقول لهم وندكرهم بقول الله تعالى (ويمكرون ويمكر والله والله خير المكرين….)

  2. hadicom يقول

    كن موضوعيا سيد زيطوط….أمير قطر لسنا ” ننعوه ” حتى تتكلم عن محاسنه وفقط …لا ننسى تواطؤه في الحرب على غزة …و للاننسى عمالته لبنى صهيون . القارى لمقالك هدا يوارى على دهنه “” داك الحق الدي يراد به الباطل “

  3. ياسين يقول

    وكذلك مول صفقة تسليح بريطانية للنظام الجزائري عام 1999 تشمل أجهزة رؤية ليلية لمحاربة الإسلاميين ، وسخر قاعدة السيلية والعديد لأمريكا من أجل غزو العراق.

التعليقات مغلقة.