ياليتهم يعقلون ولايبالغوا في الظلم و القهر و الإستفزاز… كي لا يظلموا

160

قبل قليل شاهدت فيديو لبعض أنصار اليسار التونسي وهم يهتفون ضد الحكومة المنتخبة، ولهم الحق في أن يعبروا عن آرائهم، ويتظاهروا سلميا، ويحتجوا على من يشاؤوا من الناس، و لكنهم كانوا يصرخون أيضا بشعار شنيع :”تونس حرة حرة والإسلام على برة”…
وبالأمس، شاهد الناس على الفضائيات مجموعة، ممن يوصفون بقوى مدنية، وهي تشن- في خضم مناقشتها لتعديل الدستور الذي عطله الإنقلاب – هجوما عنيفا على الإسلام، وليس فقط على أنصار التيار الإسلامي، بما فيها حزب النور الذي بارك إنقلابهم.
ومن بين ماقال أحدهم أن “مصر علمانية بفطرتها، وإن العلمانية حتى تطبق يجب أن يكون هناك دم، وإنه أريق دم، وسيراق دم من أجل ذلك”.
دعوة صريحة، ليس فقط لإخرج الإسلام من الدستور، ولكن لسفك الدماء من أجل أن يتم ذلك.

هذه ليست أول مرة يجاهر فيها غلاة المتطرفين من العلمانيين بحقدهم و كراهيتهم البغيضة للإسلام، ولكل من له علاقة بالإسلام، وليست أول مرة يكون الهجوم عنيفا وسافرا ومستفزا لكل مسلم، وإن لم يكن ملتزما أو متدينا، فما بالك بالذين يعيشون به وله ومن أجله، بل ولكل إنسان يحترم عقائد الآخرين و إن إختلف معهم.
من حق الناس أن لا تؤمن وقد صدع القرآن بذلك منذ نزوله “َقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ”، و “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ”، بل و أضاف مخاطبا رسوله “أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”.

بعض العلمانيين العرب فهموا أن العلمانية هي إلغاء الإسلام، و إبعاد الناس عن الدين و لو بالقوة إذا لزم الأمر،وبـ”إراقة الدماء الذي يجب أن يسفك من أجل ذلك”.
مع أن العلمانية في الأرض التي ولدت فيها، بعد صدام عنيف مع الكنسية ،هي أصلا ” فصل المؤسسات الدينية عن السلطة السياسية”، لأن الكنيسة كانت تعتبر كهنتها هم من يمثل الله في الأرض، و ليس فرض عقيدة جديدة على الناس تسمى العلمانية.
فحتى في أرضها ،في الغرب الذي أبدع العلمانية للهروب من خرافات الكنيسة التي قهرت الشعوب، تسود المسيحية بشكل أو بآخر، ولا يفرض على الناس شيء، بل يتركون أحرارا في ما يريدون و ما يعتقدون، والأغلبية هي التي تقرر الهوية العامة للمجتمع، وذلك هو المنطق والعقل.
الأغلبية و ليست الأقلية فما بالك أن تكون أقلية الأقلية؟
ليس من حق غلاة التطرف أن ينقموا من الأبرياء لأنهم يتمسكون بدينهم.
ليس من حق أحد أن يقهر الناس قهرا على هذا المعتقد أو ذاك.
ليس من حق أحد أن يهاجم الإسلام في أرض الإسلام.
ليس من حق الأقلية القليلة أن تُكره الناس على الكفر والتمرد والعصيان.

يرتكب غلاة الطرف العلماني جريمة تاريخية برفضهم إرادة الشعوب، و الإنقلاب عليها، و مصادرتها ومطاردة من يخالفهم الرأي، وهم الذين ظلوا يتشدقون بالديمقراطية، والحرية، والليبرالية …التي تعني إبتداءا حرية الإختيار، حرية الإنتخاب، حرية الرأي، حق الأغليبة في أن تحكم، وليس فقط أن تعتقد بهذا أو ذاك…
و باقي الحريات لجميع سكان الوطن الواحد، بل ولجميع الناس على إختلاف ألوانهم، وعقائدهم، ولغاتهم، ومذاهبهم السياسية أو الدينية…

يرتكب غلاة المدنية، سواء سُموا ليبيرالا أو يسارا أو يمينا، تمردا أو عصيانا، والذين يناصرون العسكر، ويحتمون وراء الدبابة ليُخضعوا الشعوب التي تنتفض من أجل كرامتها و حريتها، يرتكبون خطأ تاريخيا، فظيعا وبائسا، في حق الأوطان والشعوب و الدول. و لكن أيضا يرتكبون هذه الجريمة في حق أنفسهم لأنهم، بإختصار بسيط، يعطون كل المبررات والدوافع لمن يسعى فيما بعد لإستئصالهم كما يسعون هم لذلك.
أخشى ما أخشاه، أن يأتي اليوم الذي يُسحق فيه هؤلاء المتنطعون سُحقا مُريعا وكاملا، ولا يستطيع عقلاء الشعوب وحكاماءهم أن يفعلوا لهم شيئا.

فياليتهم يعقلون، ولايبالغوا في الظلم و القهر و الإستفزاز… كي لا يُظلموا.
و قد قالت العرب قديما “الخير بالخير و البادئ أكرم، والشر بالشر و البادئ أظلم”.

 

محمد  العربي زيتوت

افضح ها الكوازي انشر على اوسع نطاق -هذه حقيقتهم:تونس تونس حرة حرة و الاسلام على برة نعم تلك هي حقيقة بني علمان…

Posted by ‎كـــــــــشــف الـمــــســــتـــــــــور‎ on Sunday, July 28, 2013

http://www.youtube.com/watch?v=z6ly06uFfzw&feature=youtu.be

التعليقات مغلقة.