خاطرة: حوارٌ مع “الرئيس الجزائري”

188

خاطرة من تأليف مواطن جزائري يحاور فيها “الرئيس الجزائري”
“الرئيسْ”:
احرزوا من أكونْ
أنا رجلٌ مغربيُّ المولدْ
شعرُ رأسي ليس بأصفرَ ولا أبيضْ
ولا حتّى مجعّدْ
إنّما هو أسودْ
و تقريبا كلّه أصلعْ.. ومن الشَّعر مجرّدْ
أنا شخصٌ… من أجلكم لرعونة شبابهِ فقدْ
فقد كنت جذّابًا و أجملَ من أبطال المسلسلاتِ التّركيّةِ – إيزلْ ومهنّدْ –
لكنّيَ الآنَ أصبحت هزيلا ونحيف الجسدْ
وكأنّي أعاني مشكلةً في الغُددْ
كم من مؤتمرٍ تحت إشرافي يُعْقدْ
وكم من أمرٍ يُوكلُ إليَّ ويُسْندْ
وكم من حلٍّ عليّ يُعرَضْ
أعيشُ تحت تأمينٍ مشدّدْ..
لديّ أسماءُ كثيرةٌ… منها الفخامةُ، الرّئيسُ، و السيّدْ

الكاتبْ:
آااهْ….عرفتكَ !!! لكنّكَ ذكرت الجميلَ فقطْ، ولم تذكر ِالأجملْ !!!
سأكملُ بالنّيابةِ عنكَ.
هو لا يملك لا زوجةً ولا ولدْ
عقدٌ ونصفٌ من الزّمنِ وهو على كرسيّ العرشِ ممدّدْ
عندما أطلَّ علينا قال: أنا هو حلّالُ العُقدْ
باتّباع النّزاهةِ و إنعاشِ الإقتصادِ أُقسمَ وتعهّدْ
لكنْ بالمقابل أصبحنا لا ننتجُ شيئا وحتّى أتفهَ الأشياءِ أصبحت تُستوردْ
أضحت أسواقنا مكبَّ دولِ شرقِ آسيا للسّلعِ الفاسدةِ والخُرَذْ
في زمنهِ، حدثت اختلاساتٌ ونهبٌ وفسادٌ، لم يحدثْ في التّاريخِ ولن يحدثَ إلّا في هذا البلدْ
في زمنهِ أيضًا ثمنُ البرميلِ صعدْ
وفوقَ المئةِ دولارَ ركدْ
ومع هذا ما تزال في الحضيض نسبةُ دخلِ الفردِ
مَن تراهُ يكونُ ؟؟؟ عجبًا….أو لم تعرفوهُ بعدْ !!!
إنّهُ لا يصافحُ الرّجالَ إنّما يقبّلهم على الخدّْ
إنّه صاحبُ الأربعِ عُهدْ
ولمَ لا أزيدْ !!!
هو لا يمانعُ إن طال بهِ الأمدْ

“الرئيسْ”:
ومَن غيري يستطيعُ حكمَ هذا البلدْ ؟!
إنجازاتي لا يُحصيها العدّْ
فقد سهرتُ على شؤونكمْ وعملتْ بكدّْ
وجعلتكمُ الآنَ تعيشون في رغدْ
وخيرُ مثالٍ أنّ الجزائريّينَ من بين كلِّ الشّعوبِ العربيّةِ هُمُ الأسعدْ

الكاتبْ:
هكذا هم حكّامُ العربْ
مَن جلسَ على الكرسيِّ فيه خَلَدْ
ورثوا هذه الميزةَ أبًا عن جدّْ
كفاكم تمتمةً، قفوا لهُ … وكلّكمْ باسمهِ فليهتفْ ويردّدْ
فهذا رئيسُكمُ المُقعدْ

“الرئيسْ”:
يا زكي… يااااولدْ، فلتغلقْ فمَكَ، ولربّكَ فلتحمدْ
عندما جئتكمْ، كان هذا البلدْ
في وضعٍ عليه لا يُحسدْ
فقد كان كلُّ مُلتحٍ متشدِّدْ،
يكفّرُ النّظامَ و بإسقاطه يندّدْ
كان الخروجُ من تلك الأزمةِ حلمًا، وبفضلي تجسّدْ
وجدتُ هذا الشّعبَ أمرَهُ جدُّ معقّدْ
وأصبح من الاغتيالاتِ وسفك ِالدّماءِ مُجهدْ
مئاتُ الأبرياء أرواحُهمْ كانت تُزهقُ وتُحصدْ
لكنّهُ في وجهِ العدوانِ وتكالبِ الحاقدينَ صمدْ
كان السّيفُ مسلولاً في وجههِ، وقد أرجعتُه إلى الغُمُدْ
مشروعُ السّلمِ والمصالحةِ الوطنيّةِ أنا من حقّقتهُ، والعَالمُ لي يشهدْ
جيشي.. من أكبرِ وأقوى الجيوشِ في هذه القارّةِ، ولن يستطيعَ الوقوفَ في وجههِ أحدْ
وعلى هذه النّقطة بالذّات، إسأل من شئت، وبنفسك تأكّد

الكاتبْ:
جيشْ !!! عن أيّ جيشٍ تتكلّمْ ؟؟؟
وفي هذا الوطنِ البائسِ الجيوشُ تحشدْ
ونصفُ الميزانيّةِ لها تُرصدْ
ليس للدّفاعِ عنِ البلدْ
إنّما لقتلِ شعبِها إنْ هو لمنصبكَ هدّدْ
وعن طاعتكَ تمرّدْ

“الرئيسْ”:
لا تُلقِ اللومَ عليَّ، أنا لست الرّجلَ الذي تعتقدْ
أنتمْ… باللّومِ منّي أحقّْ، لأنّكم مَنِ انْتخبتموني، ومِن أصواتِكمْ نِلتُ حصّةَ الأسدْ
وأنا الآنَ مَن يمسكُ بالمِقودْ
لهذا تجدني في كلّ صورةٍ ومشهدْ
وإسمي في الأخبارِ يُسردُ، ويُردّدْ
أينما حللتُ، أُستقبلُ بالوردِ
وعددُ معارضيَّ لا يتعدّونَ أصابعَ اليدْ
حرصتُ على أنَّ كلَّ مدينةٍ وقريةٍ، بالغازِ والماءِ الشَّروبِ تُزوّدْ
كلُّ الشّعبِ لسياستي مؤيّدْ
ولن تجد لي هنا من ينتقد

الكاتبْ:
ينتقدْ!!!
… كيف ينتقدْ ؟؟؟
ومَن لم يُعجبهُ حكمَك و ينتقدْ
فمِن وظيفتهِ يُطردْ
ومن منصبهِ يُجرّدْ
وأرصدتُه في البنوكِ تُجمّدْ
ثمّ بالسّلاسل يُقيّدْ
وبالأغلالِ يُصفّدْ
وأمام الملإ يُجلدْ
وإلى زنزانةٍ مظلمةٍ يُؤخذُ
– بعدها إمّا يُقطعُ رأسُه ويُصلبْ
أو يلقى حكم المؤبّدْ –
وأجملُ شيء يحلم بهْ، أن يُنفى ويُطردْ
لكنّ هذا جِدُّ مُستبعدْ
زِدْ على ذلك :فضائحُ النّظامِ الفاسدِ
التي تجدها دومًا تتصدّرُ الصّفحاتِ الأولى للجرائدِ
اليومَ وفي ظلّ حكمكَ، فلتتأكّدْ
أنّ كلّ يومٍ نعيشهُ، هو أحسنُ منَ الغدْ
شعبٌ منهكٌ، غارقٌ في الشّقاءِ والفقرِ، والكثيرُ الكثيرُ على قارعةِ الطّريقِ مُشرّدْ
كلُّ بابٍ في وجههِ موصدٌ
وأنت وحاشيتُكَ تعيشون في رَغَدْ
حكومةٌ فاشيةٌ، أموالُها في مشاريعَ فاشلةٍ تُبدّدْ
كلُّ مسؤولٍ فيها رأسُه ُخاوٍ، مخّهُ لا يتعدّى حبّةَ بَرَدْ

“الرئيسْ”:
أتعلمْ؟ …!أنا معجبٌ بجرأتكَ وإتقانكَ لفنّ الرّدِّ
ولساني يشهدْ
لكن… احذرْ، فقد بدأ صبري ينفذْ
اِلزمْ حدودَكَ، أو سينتهي مآلُكَ بما لا يُحمدْ
ولتقلْ ما عندكَ، ولنُنهِ الأمرَ عند هذا الحَدْ

الكاتبْ:
يا مَن تخالُ نفسكَ أسدْ
تَطلَّعْ في المرآةِ، فما أنت سوى جرذٍ
ما أنت وحاشيتُكَ بالنّسبةِ لهذا الوطنِ، إلّا كسرطانٍ ينخر الجسدْ
شَبيهُكمْ في الاختلاس..

توضيح من الكاتبْ:
لست أقصد بالجيش هنا أبناء الشعب البسطاء الذين هم مترامون في الحدود وأعالي الجبال صيفا وشتاء بعيدا عن أبنائهم وأمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم ساهرين على أمن وسلامة هذا الوطن
هؤلاء نرفع لهم القبعة ونحييهم ونفتخر بهم
بل كلامي موجه للجنرالات الذين يحكمون هذه البلاد ويعيثون فيها فسادا وخرابا

2 تعليقات
  1. عبد الكريم يقول

    S’il est vrai que le 14 octobre soit le jour de naissance de l’Algérie ; la France est une erreur et on a induit les peuple de cette terre en erreur

    Le projet el jazeir; avec l’islam seul ciment entre les langues et les races ; aucun dictat de la
    pensée humaine

    Ce projet ; refusé aussi bien intérieur qu’extérieur; reste le seul projet compatible avec l’histoire des hommes

  2. زكي فارس يقول

    الخاطرة تنقصها جزء صغير :
    ….شبيهكم في الإختلاس والنهب لايوجد
    أخبث وأسوء منكم قط لم نعهد
    مت فقط ولك مني وعد
    أن لن يفتقدك أحد
    #زكي_فارس
    “تمت يوم 28 ديسمبر 2014”

التعليقات مغلقة.