المؤسسة الدينية في الجزائر إلى أين؟

118

محمد الامين

المؤسسة الدينية في الجزائر إلى أين؟

يظهر تصريح وزير الشؤون الدينية الجزائري، أنّ المؤسسة الدينية الرسمية هي مؤسسة بيروقراطية، يقودها موظفون، أبعد عن وصف “العلماء والمصلحين والفقهاء”.

– يؤكد تصريح وزير الشؤون الدينية على أن هذه المؤسسة هي ملحق إداري لمناقشة القضايا الصغيرة، خدمة لسياسة إلهاء المسلمين عن القضايا الكبرى.

-يظهر جليا أن مؤسسة الشؤون الدينية غير معنية بالحديث في: غياب العدالة، وهيمنة أقلية صغيرة على شؤون الدولة، واستشراء الفساد، وانتشار الفساد المالي والأخلاقي، والتسلّط على الناس، وتفشي الظلم، وتصاعد الطغيان السياسي، والتوزيع العادل للثروة.

-أظهر وباء كوفيد 19 فشلا هائلا للمؤسسة الدينية في تسيير ملف المساجد.

-تخشى المؤسسة الدينية من الأصوات الناقدة التي تأتي من خارجها؛ لذلك فإنها تحاول إبعاد المسلمين عن مناقشة الأسئلة المحرجة والموجعة للدكتاتور.

– المؤسسة الدينية بوابة كبيرة للنظام العربي لتسفيه الإسلام، ورسم صورة شاذة ومشوهة عنه في ذهن المسلمين وغيرهم، فهي تستغلها لتصور للمجتمع أن الإسلام بعبيد عن السياسة، ولا يهتم بقضايا مثل: فصل السلطات الثلاث، ترسيخ العمل المؤسساتي واحترام التخصصات، احترام مدنية المجتمع والحكم، الدعوة لاحترام حقوق الناس وحرياتهم المشروعة طبعا.

– تعتبر المؤسسة الدينية مغسلة فكرية وبوابة ارتزاق للكثير من الموظفين والنخب الدينية، فمقابل التبرير للحاكم وسياساته الظالمة، يبيع الموظف الديني الإسلام مقابل فتاوى تساهم في انهيار صورة الإسلام، ونشر اليأس والإلحاد.

-يبدو أن تفكيك خطاب المؤسسة الدينية بات أكثر من ضروري، وتحرير الإسلام من توظيف النظام العربي المستبد، وفتح المبادرة للعلماء والفقهاء المشهود لهم “شعبيا” بالصدق والعدل والنزاهة والصدع بالحق.

– الأزهر، الزيتونة، القرويين، الحرمين، مجامع الفتوى، رابطة العالم الإسلامي، ووزارات الشؤون الدينية في العالم العربي، مختطفة رسميا من طرف النظام العربي، وتحتاج لأن تتماشى مع الثورات العربية وإلا تلاشى دورها.

-تحرير المؤسسة الدينية خطوة جبارة وعملاقة في طريق تحرير المجتمع والدولة من الاختطاف السياسي، تستحق التركيز عليها من المجتمع المسلم الثائر، ومن المعنيين الحقيقيين بهذا الدور حصرا.

– كل من يقبل العمل في ظل المؤسسة الدينية وهي على هذا الوضع المزري، والمغرق في التبرير للطاغية، يعتبر خائنا للأمانة في عرف الشرع، ومرتزقا باسم الدين.

إن الظروف لرفع الصوت والحديث عاليا للتوقف عن التدخل في المؤسسة الدينية مواتية جدا، في ظل رياح الحرية التي تهب على العالم العربي قلب العالم الإسلامي، من أجل استرجاع هذه المؤسسة الهامة، والتي يمكنها لعب دور قوي، بما للدين من قوة هائلة في تحريك الشعوب نحو الحرية والعمل الصالح والبناء والتغيير والتمدين وعمارة الأرض، وحماية الحقوق والحريات، وكف الظلم والاستبداد في حق الله وفي حق البشر، وجعلها منبرا للحق والحرية والتحرير ومحاربة المفسدين.

ووجود مؤسسة دينية غير مسيسة ومستغلة، وحرة وتؤدي دورها الذي أناطها به الشارع، في ظل (تحرير العباد من عبادة العباد وإخراجهم من ضيق الدنيا إلى سعة الدني اوالآخرة)، ولن يتم ذلك إلا بعد تحرير الأوقاف تحريرا تاما من عباءة الدولة وليس النظام فقط.

التعليقات مغلقة.