لا ندعهم يسرقون أول نوفمبر من جديد
لا ندعهم يسرقون أول نوفمبر من جديد
إحدى الثمار الطيبة لحراك 22 فبراير المبارك انه استعاد رموز الثورة، انتزعها من مخالب السلطة، التي وظفتها وتاجرت بها واستغلتها وحكمت بشرعيتها، وقهرت بها البلاد والعباد، حتى فاض الكأس الظلم الذي تجرعه المطحونون 58 سنة، فثاروا ثورة الأحرار واستعادوا الحق المغتصب.
في هذا الحراك، أعاد الشعب الرمزية الحقيقية لأركان ثورته المجيدة، من علم ونشيد وطني ومجاهديه الأشاوس وشهدائه الإبرار، وأعياده المديدة، من أول نوفمبر و5 جويلية و19 مارس و20 اوت، وما إلى ذلك، نظف هذه الرموز من درن الفساد والاستغلال، وأعاد لها طهرها وبريقها وأسمى معانيها؛ لاحظ المواطن إبان حراكه، ذلك الفرق الشاسع بين نورانية احتفالات الشعب أثناء حراكه بتلك الرموز، وبين زيف الكرنفالات الاستعراضية المزيفة طيلة 58 سنة من السمسرة والكذب.
لهذا السبب لا يجب أبدا، أن نترك العصابة، تكرار خداعها، وتسرق منا من جديد رمزية هذه التواريخ والرموز، وتمرر دستورها المدلس، مستغلة رمزية أول نوفمبر، لتستعد الشعب من جديد لعقود قادمة؛ علينا أن نبطل كل االفخاخ ونتجاوز ونجهض كل المناورات، للحفاظ على حدتنا وتلاحمنا وسلمية ثورتنا، لكي نصل، بعد عمل تراكمي واعي، إلى يوم أول نوفمبر، وقد استعاد الحراك زخمه ووحدته وأخوته، لتنتصر إرادة الشعب الشرعية على مناورة العصابة الانقلابية، فلنجعل من أول نوفمبر 2020 محطة متممة لنوفمبر 54، ولا نترك اللصوص يصادرونها من جديد، ويجعلونها متممة لحكم الكولون، فينتقل الحكم من الأقدام السود الأجانب إلى موكليهم المحليين.
د. رشيد زياني شريف
التعليقات مغلقة.