التكتل لإنقاذ الوطن الغالي…تفاؤل رغم الصعاب

82

التكتل لإنقاذ الوطن الغالي…تفاؤل رغم الصعاب

كل المؤشرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية توحي بأننا على حافة الانهيار إذا لم نستدرك الوضع، وهذا ما تنبه به الخبراء منذ سنوات وما حذر منه العقلاء منذ عقود إن استمرت السلطة في غيَها وغرقت في صراع العصب والعبث بالوطن وفرض منطق حب من حب وكره من كره.
الدولة على حافة الانهيار، وقد استُبيحت السيادة الوطنية، ووصل بنا الهوان حدَا جعل من هبَ ودب يهدد جزائر الشهداء ويستفزها ويبتزها. وصار من أوجب واجبات الوقت الإسراع إلى التوافق الواسع العريض لكل أبناء الوطن مهما كان مشربهم الإيديولوجي ولونهم السياسي وقناعاتهم الفكرية لإسعاف الوطن من الضياع، وإنقاذ الدولة الجزائرية من الانهيار، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته لتفادي سقوط السقف على الجميع.
وعلى السلطة الفعلية أن تدرك أن المنظومة السياسية الحالية انتهت، والشعب قد انتصر في معركة الوعي، وجاء وقت تحقيق السيادة الشعبية وبناء نظام سياسي مستقر، ودقت ساعة تشييد دولة ديمقراطية تكون السلطة فيها للشعب وتسود فيها الحرية والعدل، فعلى العسكر رفع أيديهم نهائيا عن التحكم في القرار السياسي، وإنهاء حرب العصب وحالة التناحر التي شلت الوطن و توشك أن تعصف بهذا البلد الغالي، ، وعليها اتخاذ إجراءات مستعجلة لتنفيس الوضع ، كرفع القبضة الأمنية وإطلاق سراح المساجين وفتح المجال السياسي والإعلامي.
وعلى القوى الشعبية أن تتكتل للضغط على السلطة الفعلية وتحديد الحدَ الأدنى من الاتفاق وتتجنب كل ما يفرق، وهذا ليس وقت الجزئيات والتفاهات والترف الفكري، فمرحلتنا اليوم حساسة لا تحتمل الفراق والتنافر والغرق في الجزئيات وتضخم “الأنا”، وعلى أبناء الحراك الشعبي المبارك أن يُقدموا خطابا مطمئنا متزنا ويتجنبوا التخوين والاستقطاب، وأن يحافظوا على السلمية مهما كان نوع الاستفزاز، وعلى الطيبين جميعا أن يفهموا أن الحل لن يكون في الديكتاتور العادل ولا السياسي المُلهم ولا الإمام المتنور، ولا خير في الإستبداد مهما كان لونه الإيديولوجي وقناعه الفكري، وعلى الأحزاب السياسية التقليدية ورجال السياسة في هذا الوطن أن يكفوا من اللعب تحت الطاولة والتحرك وراء الكواليس ومحاولة استرضاء السلطة الفعلية والولاء للعصب المتناحرة لكسب المناصب الزائفة، فهذا وقت الولاء للمبادئ والوطن وليس الولاء لفلان أو علان.
وعلى الرغم من عظمة التحدي وتكالب الأعداء على هذا الوطن الغالي، فالتفاؤل بمستقبل هذا الوطن لا يفارقني، فكما ـبهر هذا الشعب العالم بحراكه المبارك السلمي وثورة الابتسامة العظيمة، فقناعتي راسخة أن هذا الشعب سيفاجئنا من جديد بفرض الحل السياسي التوافقي الفريد من نوعه، والذهاب بطريقة سلسة سلمية وتدريجية إلى السيادة الشعبية ودولة الحرية والحق والعدل، كما حلم بها آباؤنا المجاهدون وساداتنا شهداء نوفمبر رحمهم الله رحمة واسعة.
سليم بن خدة

التعليقات مغلقة.