هذه شهادتي عن (القهر السوري) .. ! بقلم الدكتور محمد تاج الدين من الجزائر
أمانة في عنق كل من يقرؤها وحجة الله عليه يوم يقوم الأشهاد ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لتعلموا لماذا أكره (الأسد) ومن والاه، وليعلم أنصار الأسد أني لست مستلبا من (الجزيرة) أو غيرها…!!
من ظنّ أن (السوريين) كانوا بخير قبل الثورة على (بشار) فهو أحد رجلين، إما مكابر وإما ساذج ..ومن ظن أن لـ(بشار) شرعية فهو أحمق من (هبنقة)، فأنا ما زلت أذكر كيف عقد مجلس الشعب السوري جلسة طارئة حين وفاة (الأسد الأب) ليعلن تعديل المادة التي تشترط سنا معينا لرئيس الجمهورية، لتتناسب مع تولي (بشار) للسلطة بعد أن صار (ولي العهد) خلفا لأخيه (باسل) الذي قُتل في حادث مشبوه، وما زلت اذكر خشوع (مادلين أولبرايت) يوم وقفت على جثمان اللعين (حافظ الأسد)، وكانت رسالة واضحة بأن الإدارة الأمريكية راضية كل الرضا عن الوريث الجديد.
لقد عشت في سوريا أواخر تسعينيات القرن الماضي، وأشهد لله تعالى وللبرية أن الحياة كانت لا تطاق، وأن السوري كان يبذل كثيرا من كرامته وصبره لكي لا يذهب إلى (تحت الأرض)، وأن الفرد السوري كان يخاف من كل أحد، حتى من أقربائه، فقد كانت يد النظام تتدخل في كل الأنفاس، وأذكر فيما أذكر تلك اللافتات اللعينة: (الأسد للأبد)، وأذكر كيف احتججت عليها -سرا- أمام صديقي السوري ونحن نتجول في منطقة (السبع بحرات) بدمشق وكيف تجهم في وجهي، ورفض مواصلة الحديث معي، حتى عدنا إلى محل إقامتنا فجعل يلومني لأنني كدت أعرض نفسي وإياه للخطر.
أذكر أن كل مكالماتنا ورسائلنا كانت مخترقة، فما من رسالة تصل إلا وتمر على (البخار) ليتم فتحها وقراءتها ثم تصل إليك إن لم يكن فيها ما لا يعجب النظام، وأذكر صديقي (الشيشاني) الذي كان يكلم أمه -ببراءة وبلغة شيشانية- وهي في الشيشان فإذا بصوت آخر يصله من الهاتف بلهجة شامية: (ولَكْ احكي عربي)..!!
وأذكر أنني كنت في أحد المساجد نصلي العشاء فإذا بالسفلة من أجهزة الأمن والمخابرات يدخلون المسجد بأحذيتهم ويخترقون الصفوف، ودفعوني فيمن دفعوا، حتى وصلوا إلى أول الصف وجعلوا يصورون المصلين من أول الصف إلى آخره دون مراعاة لحرمة المسجد أو الصلاة ..!
وأذكر أن (المخابرات) استدعتني ذات يوم وحققت معي، وكتبتُ صفحات لا تعد عن كل معلومة تخصني، لا لسبب إلا لأن رسالة وصلت إلي من صديق في الجزائر يقول لي فيها: (لقد أسسنا جمعية ثقافية باسم مالك بن نبي)، وبدأ التحقيق معي عن مالك بن نبي وعن صديقي، وعن الجمعية، وعن كل شيء، حتى أنهم سألوني عن (مالك بن نبي) -وكانوا يجهلونه- فقلت: هذا رجل مفكر ومنظّر شهير وكتبه موجودة عندكم في دمشق، وبدأت أعدد لهم المكتبات التي رأيت فيها كتب (ابن نبي)، وتذكرت ما حُكي لي عن الشيخ عبد القادر الأرناؤوط الذي حُقق معه لتحقيقه كتب الإمام (النووي)، وكيف أن عبارة (النووي) ظنها السفلة تعني (السلاح النووي)، وبقيت لمدة ثلاثة أشهر أغدو وأروح لفرع المخابرات اللعين ذاك، وما زلت أذكر اسم ذاك (العميد) المجرم (معين إسماعيل) الذي هددني بالسجن، وطلب مني أن أصطحب معي في المرة القادة أغراض السجن، وأذكر رقم فرع المخابرات (213) الذي تعبت من الترداد عليه لا لسبب إلا لأجل رسالة ليس فيها بأس تم الاستيلاء عليها وقراءتها، ولحد الآن لا يدري كثير من أصدقائي السوريين بهذا، ولم أنج من تلك الورطة إلا بلطف الله حين تعب معي المحقق ولم يجد معي أي دليل على أنني عنصر خطير…!
وأذكر صديقي الذي لا أسميه الآن ونحن نمر على (حماة) إلى حلب وكيف همس في أذني لأنظر إلى آثار مجزرة حماة التي ارتكبها الأسد الأب في حق أهل حماة الغيارى المغاوير، وأذكر أيضا كيف وصلتني الأخبار -سرا- من بعض الأصدقاء الكرام عما يجب أن ألتزم به، ومن ذلك أن لا أذكر أي اسم من الأسماء المغضوب عليها من النظام، فلو سمعك أحدهم تذكر اسم الشيخ سعيد حوى أو عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله، أو اسم (عصام العطار) حفظه الله أو غيرهما لكانت النهاية وخيمة، وأذكر كيف حدثوني – ولست إخوانيا- عن أن عقوبة الانتماء إلى حركة الإخوان تعني (الإعدام) حتما، وكيف أن الآلاف هُجّروا من بلادهم هربا من البطش وخوفا من الإعدام، ومنهم علماء يعرفون مصيرهم فغادروا تحت الخوف إلى بلاد الله كالسعودية وغيرها، وبدأت أفهم لماذا كثير من العلماء كانوا خارج سورية، فهمت لم هاجر الصابوني والعطار والشيخ علي الطنطاوي وأبو غدة وناصح علوان وعبد الرحمان حبنكة الميداني وعبد الكريم بكار وسعيد حوى المفسر والمربي الكبير ممن تملأ مؤلفاتهم رفوف المكتبات، وآخرون تركوا سورية تحت التهديد، وعرفت كيف وصلت السفالة بالنظام إلى أن يغتال الشهيدة (بنان الطنطاوي) ابنة الشيخ علي الطنطاوي وزوجة عصام العطار برصاصة غادرة في جبينها بمنزلها الذي ظنته آمنا في (ألمانيا).
وأذكر أنني كنت أرى الأستاذ (عبد الرحمان سعيد البوطي) في محل (الصيدلة) يعمل فيه، وعلمت لاحقا أنه دخل الشام بوساطة والده، فقد كان فارا من سورية بعد أن صار في قائمة المغضوب عليهم.
وما زلت أذكر (الرويبضة) المفتي الحالي (الحسون) كيف كان – وهو مفتي حلب حينها- يكثر من التملق والمديح للظل العالي، وكيف كان كثير من أمثاله يفعلون الفعل ذاته.
وأذكر كيف حدثني الأصدقاء عن منع (الرئيس المؤمن) -كما كانوا يصفونه في المناسبات الدينية- للصلاة في الجيش، وكان الجندي الذي يُضبط متلبسا بـ(الصلاة) يساق إلى السجن والتأديب، وأذكر كيف أن السافل الرافضي (عبد الحميد المهاجر) كان يجول ويصول في التلفزيون السوري، وينشر التشيع كما يشاء، وأذكر كيف أنني قرأت من أدبيات (حزب البعث) قول اللعين منهم:
آمنت بالبعث ربا لا شريك له * وبالعروبة دينا ما له ثاني
وقرأت:
سلام على كفر يوحّد بيننا * وأهلا وسهلا بعده بجهنمِ
وأذكر الشرطة (السورية) وكيف أن المواطن السوري لا ينجو من (حواجزها) إلا بدس الأوراق النقدية مع وثائق الهوية، وحصل ذلك مرارا وعلانية، حتى أن المواطن كان أشبه بالبهيمة التي تنتظر متى تذبح …!!
هذا غيض من فيض .. وشهادة مني أنا المواطن (غير السوري) عن جهنمية الحياة في سورية، وعن الردة العظيمة التي قادها النظام ضد الإسلام ومفاهيمه، ولم يكن يسع العقلاء من العلماء إلا المداراة أو الهجرة فرارا من ذلك الوضع القاتم.
وحين طلب الشعب السوري التنفس من هذا الوضع الذي يدريه السوريون أفضل مني ضُرب وقوبل بالتنكيل، واتهم بالإرهاب، وبأنه شريك في (مؤامرة كونية) لضرب النظام (المماتع) الذي أنهك الشعب وقهره بحجة أنه يواجه الصهاينة، وهو لم يقم بإطلاق رصاصة واحدة على الجولان، وجعل تأييده للمقاومة برقعا يستر به عيوبه وقبائحه التي يعلمها السوريون جيدا، ولو قلت أن الشعب السوري سيكون أفضل لو كان تحت قهر الصهاينة لما جانبت الحقيقة، وسيتهمني كثيرون بالردة لأنني قلت هذا القول، وها هم الفلسطينيون في (الضفة) يعيشون في حال أحسن من حال السوري – وخاصة السني – تحت سلطان (الأسد).
ومما يحز في النفس أن كثيرين لا يعلمون عن ذلك الضيم الكبير شيئا يسخرون من الشعب السوري الذي طالب بالانعتاق من قهر (آل الأسد)، وهكذا تمت عقوبة هذا الشعب الذي خرج بداية من (درعا) لأن الأمن قام بتعذيب أطفال وتقطيع أناملهم لأنهم كتبوا على الجدران عبارات لم يقبلها النظام، وليضع كل واحد من مؤيدي هذا (اللعين) نفسه في هذا الحال، ليتخيل أن جنود الأسد اقتحموا بيته، وهتكوا عرضه، وعذبوا أطفاله كما فعلوا مع أطفال درعا، ثم ليخبرنا كيف سيكون موقفه.
أفيقوا أيها السادرون ..فقد علم الله في عليائه أن ما قلته بعض الحقيقة .. وأن المخفي من المقهورين في سراديب النظام لعقود لا يُعدّون ولا يعلم مصيرهم إلا الله ..وإلى الله المشتكى من كل من ساند الظالم أو فرح باستيلائه على حلب، وأدعو الله عز وجل عليه بأن يسلط الله عليه وعلى أهله نكالا كالذي سلطه الأسد على شعبه المسكين .. !!)
المصدر: مراسلات الموقع
لما قرأت القوقعة تأكدت أن الشعب السوري لن يتراجع أبدا
الآسد آب آشرك فى الآلوهية و طعن فى الربوبية.
و سار على نهجه, الخمينى الرافضى وعبادة النار.
من يعبد النار لا يخاف عقاب الآخرة