#تأليه_الحاكم

225



من أشد الآفات خطرا آفة تأليه الحاكم ورفعه فوق مرتبة البشر بوضع البذور الأولى لجنون العظمة في نفسه، فهو الرجل الذي خلقه الله خصيصا لقيادة الأمة وهو الملهم الذي لا يخطئ، وهو القائد الذي لا يهزم وهو الناقد الذي لا ينقد وهو المعيار الذي نعرف به الحق والباطل، وغيرها من صفات الكمال الزائفة التي تقوده في النهاية إلى النظر نحو شعبه نظرة العبيد هذا إن لم يرهم دون ذلك.

ومن ثم يبدأ الحاكم مع كثرة الإطراء وغياب النقد والتغافل عن الأخطاء بالإحساس بأن كل ما يقوم به هو عين الحقيقة، وصريح الصواب وجلي الحق وأن ما يقوم به المخالف في الرأي هو الباطل الذي لا يقبل الصواب، عاكسا القاعدة المشهورة للإمام الشافعي رحمه الله التي تصبح لديه رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب، فيقتل كل فرصة للنقاش والحوار والذي يكون بمثابة الوسيلة الأمثل لتصفية وغربلة الآراء مما قد يلحق بها من نقص وقصور.

#كتابات_أعجبتني_محمد_العربي_زيتوت

التعليقات مغلقة.