جائحةكورونا … انهيار سعر النفط … داعم خارجي أساسي في أزمة … ثورة تتربص …

74

كورونا القاتل الصامت يزحف يوم بعد يوم، يهدد المجتمع كل المجتمع لكن …
لقد حلت علينا هذه المحنة و المجتمع الجزائري في حال ثورية منذ سنة لم سبق لها مثيل في تاريخه المعاصر . هذه الحالة التي هي أسمى ممارسات السيادة الشعبية، أرغم خلالها العصابات تأجيل موعدين إنتخابيين الاول أطاح برئيس عمر عشرين سنة و هو الحاكم في البلاد و ثاني كسر شوكة العصابة في فرض الأمر الواقع كما أفشل عمليا الانتخابات الثالثة باستمراره في ثورته بزخم أعلى أحيانا . جربت معه العصابات و داعميها في الخارج كل وسائل وأد الثورات و لم تنجح ، انتزع بها اعجاب العالم بسلميتها و تحضرها و كذا طول نفسها الى أن وصلنا للحظة فارقة لم تكن في الحسبان . تعامل معها مثل تعامله لكل المستجدات بحكمة و بصيرة قل نظيرها، حين علق الثوار المسيرات عبر تنسيق و تشاور ثم إلتزام من الجميع برأي الأغلبية أدهش الجميع و أخلط للعصابات أوراقها، الذي اتضح بشكل جلي فيما بعد حيث انها راهنت على تواصل المظاهرات رغم دخول الوباء للبلاد .
ان الجلب المتعمد العلني للوباء من طرف العصابة كان لكسر الثورة عبر اطروحتين تم التحظير لها و هي :
1. تحميل المتظاهرون سبب تفشي الوباء
2. ايجاد ذريعة مقبولة من داعميهم لقمع المتظاهرين
العصابة تريد انقاذ النظام مهما كلفها الأمر في المقابل هذا الوباء سيسقط الدولة بكل أنظمتها
من خلال كل التحركات و القرارات للعصابة يبدو انهم لايزالون يعطون مهمة وأد الثورة الاهمية القصوى بل هي أم القضايا بالنسبة لهم لأنها تهدد وجودهم …. من جلب الوباء الى نشره في ربوع الوطن الى الحملة الغير مسبوقة على الثوار في قنواتهم وصولا لخطة قمعه بالقوة او تحميله مسؤولية انتشاره على الاقل يلاحظ المواطن العادي قبل المختص التوجه العصابة العلني لاستغلال الجائحة قصد قتل الثورة بينما ما لا يعطونه اهمية هو الخطر الداهم على الكل بما فيها منظومتهم و الدولة في حد ذاتها .
جنوب أوروبا تواجه الوباء بمنظومة صحية احسن من منظومتنا بألف مرة و شعب ملتف حول حكامه و هؤلاء الحكام كما نلاحظ لم يبقى لهم غير الشعب الداعم و المحافظ على كيان الدولة …. ماذا لو وصلنا لما وصلت اليه ايطاليا او فرنسا او اسبانيا ؟ بشعب ثائر و حكام فاقدون للشرعية و ردئون لدرجة انهيار منظومتهم الصحية من الموجة الأولى للوباء ….. سيسقطون لامحالة لكنهم سيسقطون معهم الدولة في حد ذاتها .
ان البترول شاري السلم الاجتماعي لم يعد موجود و المجتمع الصامت اصبح يتكلم و الغرب الداعم لهم ليس له لا الوقت و لا الامكانيات لدعمهم مثلما فعل من قبل، بل لن يستقبلهم حتى ان هم هربوا ضف الى ذلك وباء عرى اعتى و اقوى الأنظمة الغربية خصوصا ما بالك بما سيفعله لنظام متهالك قديم رديئ يعيش اخر أيامه و ما الوباء جاء إلا ليسرع رحيله .
لقد اخطؤوا حين عجلوا بمجيءالوباء ظنا منهم أنهم سيستغلونه لقتل الثورة دون استشراف لما سيحدث لو هو انتشر، مما يؤكد حرصهم على المحافظة على النظام اي العصابات دون التفكير في ما قد ينجر على انتشار الوباء و كيفية التعامل مع ذلك …. لقد بان العجز منذ اليوم الأول و اتضح أكثر حين قرروا الحجر الصحي على ولاية واحدة من بين 48 ولاية و التي تعتبر متوسطة من حيث عدد السكان و صغيرة جغرافيا ” البليدة ” ….. كيف سيبدوا الأمر عندما يتم الحجر على القطر الوطني ككل . ماذا ان لم يتم و بالتالي تفشي اكثر للوباء …. العقلية الأمنية و ليست العسكرية حتى لا يمكنها بأي حال من الأحوال مواجهة خطر مثل الوباء و هو لب معضلة العصابة لأنها تسير بتلك العقلية .
ماذا لو تفشى الوباء في صفوف قوة القهر بكل انواعها درك و شرطة و جيش …… كيف سيكون حال أفرادها حتى و ان لم يتفشى الوباء في صفوفهم لكن الشعب يموت كل يوم أمام اعينهم و هم أبناء الشعب …..
ان الشعب و منذ اللحظة الأولى لفرض الحجر على ولاية من ولايات الوطن بادر بالتضامن مع أهلها و هو تصريح صريح منه على عدم الثقة في قدرة العصابات التكفل بحجيات سكان تلك الولاية خصوصا و كل يعلم حال المواطن الجزائري في الحالة العادية مابالك بحالة طوارئ ….. ان من مخلفات الانهيار الاقتصادي في الثلاث عقود الماضية على الاقل كونت فئة لابأس بها من المجتمع تعمل في السوق الموازية ” السوق السوداء ” خصوصا التجارة و الصناعات في مؤسسات صغيرة لخواص مما جعلها خارج نطاق لا الاحصاء و لا التأمين خصوصا… الدولة تعلم بذلك و تعلم ان هؤلاء لن يبقون في منازلهم ليموتوا جياع كما انها تعلم انها غير قادرة على التكفل بهم خصوصا ان الفساد عشش في كل دواليب الدولة.
المجتمع عموما و الثوار بشكل خاص أمام تحدي أخر يبدوا أنه الأصعب منذ بداية الثورة يتلخص في هذه النقاط :
1. تفادي ثورة جياع بتحويلها لتتمة الثورة السلمية .
2. التحضير لتأطير المجتمع كي تعوض مؤسسات الدولة التقليدية ان هي انهارت .
3. المضي بسرعة للمرحلة الانتقالية لتفادي الفراغ المحبب للمتربصين بالخارج كي يزرعوا ما قد يكون عائق مستقبلا في بناء الدولة المنشودة.

الحر علي

التعليقات مغلقة.