الأسرار العسكريّة التي كشف عنها الجنرال بن حديد

أودع الجنرال بن حديد السّجن الإحتياطي بالحرّاش عقب تصريحاته لقناة المغاربيّة وقبلها حواره على إذاعة راديو أم. وحسب مصادر إعلاميّة متعدّدة فإنّ التّهمة التي يتابع بها بن حديد هي إفشاء أسرار عسكريّة اطّلع عليها خلال فترة خدمته بالجيش، وفيما يلي ملخّص ما قاله على قناة المغاربيّة:
1- كان بن حديد قائدا للفرقة المدرّعة الثّامنة بولاية بلعباس منطقة رأس الماء مع مطلع التّسعينيات. وكان الجنرال رابح بوغابة قائدا للفرقة الثّانية عشر.
2- بعد فوز الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ في الانتخابات البرلمانيّة لـ26 ديسمبر 1991، استُدعي كلّ قادة الفرق و النّواحي العسكريّة و قادة القوّات البحريّة و البرّية و الجوّية إلى مقرّ رئاسة الأركان بعين النّعجة لحضور اجتماع بتاريخ 29 ديسمبر 1991، ثلاثة أيّام بعد فوز الجبهة، وذلك لبحث التّعامل مع فوز الجبهة. كان الاجتماع مرتّبا من طرف صنّاع القرار داخل قيادة الجيش و المخابرات.
3- اختلفت وجهات النّظر حول قرار الانقلاب المصطلح عليه بـ”توقيف المسار الانتخابي”، فمن الحاضرين من عارضه ومنهم من اختلف في تفاصيله والأغلبيّة كانت مع الإنقلاب.
4- أصرّ عبّاس غزيّل أنّ الجبهة الإسلاميّة زوّرت ثلاثة ملايين صوتا وعليه مادام الدّرك متأكّدا فإنّ الانتخابات مزوّرة و يجب إلغاؤها.

5- كان رأي الجنرال بن حديد هو معارضة الانقلاب، واقترح بدل ذلك – مادام الدّرك متأكّدا من تزوير الجبهة للانتخابات ـ السماح بإجراء الدّور الثّاني، لكن مع تزوير النّتائج لصالح حزب جبهة التحرير، وهذا لإيجاد توازن في البرلمان الجديد، مع ترك الحكم للجبهة الإسلاميّة للإنقاذ لمدة خمس سنوات، يمكن للرّئيس الشاذلي بن جديد خلالها حلّ البرلمان في حال حدوث أيّ تجاوزات.
6- قال بن حديد بأنّه حذّر الجنرالات أنّ توقيف المسار الانتخابي سيؤدّي إلى وقوع مجازر، وإلى إدخال الجزائر في متاهة..حصل ااإنقلاب بسبب مطامع مادّية وحبّ السّيطرة والهيمنة حسب رأيه، وبهذا ألغي الدّور الأوّل من الانتخابات و تمّت إقالة الرّئيس الشاذلي بن جديد.
7- خدم بن حديد مستشارا لوزير الدّفاع الجنرال اليامين زروال مدّة تسعة أشهر، قبل أن يصير الأخير رئيسا للجمهوريّة في 30 يناير 1994، وليس لديه تفاصيل عن تقارير المنظّمات الدّوليّة التي كانت تراسل الرئاسة بشأن التجاوزات والمجازر عامي 1996 و1997.
8- الفرقة التي قادها بن حديد ّيتوزّع نشاطها من تلمسان إلى سعيدة إلى بلعباس ولبيض سيد الشيخ. ولأسباب مهنيّة أبعده الجنرال ّمحمّد العمّاري إلى بشار التي بدأ خدمته بها في جوان 1994.
9- أثناء تواجده ببشّار وقع اغتيال ملازم أوّل مرتبط بجهاز مدنيّ مكلّف باستعلامات الملاحة الجوّية، وكان القيادي الإسلامي السّعيد مخلوفي متواجدا بالمنطقة بحكم أنّ أصوله من قبيلة المخاليف بمنطقة الدبداب ببشّار.
10- السّعيد مخلوفي هو ظابط سابق في الجيش برتبة نقيب في المحافظة السّياسيّة، وكان عميلا للمخابرات حسب الجنرال بن حديد. آوى إلى بشار و تلقّى الدّعم و الإسناد من مواطنين هناك.
11- ردّا على اغتيال الملازم الأوّل المذكور آنفا، هاجمت قوّات بن حديد المنطقة التي كان سعيد مخلوفي و جماعته يتحصّنون بها، قُتل بعضهم ونجا آخرون منهم سعيد مخلوفي الذي فرّ إلى المغرب و مات فيما بعد بسبب الغرغرينة بالجبل بين الحدود المغربية الجزائريّة
12- عوقب المتورّطون في إسناد الجماعات المسلّحة بهدم بعض المنازل قال الجنرال بن حديد بأنّها 3 وليس 17 كما ورد في تقارير الصّحفي حسان بوراس، الذي عاب عليه الجنرال عدم الدّقة في بحثه عن تفاصيل ما حدث عام 1994.
13- زار زعيم قبيلة المخاليف الجنرال بن حديد لإيجاد حلّ للموضوع…حاول الجنرال بن حديد تقديم التفاصيل لكنّ محمد مغرواي صحفي قناة المغاربيّة لم يترك له المجال لشرح القضية.
14- في كلّ الأحوال أفاد الجنرال بن حديد بأنّه مستعدّ للإدلاء بكلّ ما يعرف من تفاصيل حول ما حدث بالعشريّة الحمراء.
15- ذكّر بأنّ قادة بن شيحة أمير جماعة حماة الدعوة السلفية بمنطقة سيدي بلعباس كان أحد مساعديه المقرّبين برتبة ملازم أوّل من المخابرات اسمه الملازم ولجة، هذا الملازم كان في نفس الوقت تابعا لوحدة تحت قيادة بن حديد.
16- الملازم ولجة جلب قادة بن شيحة و تسبّب في القلاقل الأمنيّة التي شهدتها منطقة تلاغ.
17- انقلاب يناير 1992 بدأ التّخطيط له منذ 1986 في قسنطينة. و كانت المظاهرات التي شهدتها الجزائر العاصمة و ضواحيها وتيزي وزو جزء من ذلك.
18- في العام 1989 كان بن حديد رئيسا لدائرة التّعمير في الأركان العامّة، أي تقريبا نائبا لقائد الأركان خالد نزّار. علم حينها بمخطّط “جهنّميّ” للانقلاب على الشاذلي بن جديد بعد فوز الجبهة الإسلاميّة في انتخابات 12 جوان 1990، وأخبر بذلك الجنرال حسين بن معلّم الذي كان ملحقا بالرّئاسة في ذلك الوقت.
19- تأجّلت خطّة الانقلاب بسبب غزو صدّام حسين للكويت في 2 أوت 1990 وما تلا ذلك من تدخّل أمريكيّ في المنطقة و اندلاع حرب الخليج الثّانية
20- خدمة هدف الإنقلاب، تمّ التّخطيط للانتخابات البرلمانيّة و التخّطيط لنتائجها التي فازت بها الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ.
21- بالنسبة للمجازر قال الجنرال بن حديد أن ّمنها ما نفّذته الجماعات المسلحّة، ومنها ما نفذته جماعات تابعة للمخابرات وحتّى وحدات من الجيش.
22- منطقة بن طلحة التي وقعت فيها واحدة من أكبر المجازر في سبتمبر 1997 كانت ضمن قيادة الجنرال فوضيل الشّريف، الذي وصفه بن حديد بأنّه شخص مبهم يفعل الشّيء و الشّيء المضادّ لإشباع طموحات معيّنة خاصّة به.

من هو الجنرال الجنرال حسين بن حديد ؟

قال رفقاء سلاح للجنرال بن حديد إنّ هذا الأخير “كان عسكريّا مقتدرا ويحظى باحترام رفاقه في مؤسّسة الجيش” وأحد أهمّ ضباّط الجيش البارزين في سلاح المدرعّات. للعلم، يبلغ الجنرال بن حديد من العمر 71 سنة، متزوّج وله 3 أبناء، ويقيم رفقة أفراد عائلته في شقة بعمارة تقع في بن عكنون، وهو مولود في مدينة باجة في تونس، لكنّه عاش وتربّى هنا في الجزائر، وهذا منذ استقلال البلاد وحتّى الآن.
تكوّن بن حديد في عدد من المدارس العسكريةّ المرموقة في العالم، أهمّها مدرسة “سان سير” في فرنسا ومدرسة “واست باينت” في الولايات المتّحدة الأمريكيةّ، وكان من الأوائل في دفعته في المدرستين.
وقال أحد رفقائه اعتذر عن ذكر اسمه “إنّ بن حديد زامل في دراسته عددا من قادة الجيوش الكبار في العالم، من بينهم قائد الأركان السّابق للجيش الأمريكي، كولين باول، وأنّ هذا الأخير سأل عنه بطريقة شخصيّة لمّا زار الجزائر في سنوات سابقة”.
وتقلّد بن حديد مهاما كبيرة في سلاح المدرّعات، من بينها قائد الفرقة الثاّمنة للمدرّعات، وقائد النّاحية العسكريّة الثالثة في بشّار، حيث خلف هناك قائد أركان الجيش الحالي ونائب وزير الدّفاع الفريق ڤايد صالح، ثمّ عيّن مستشارا لوزير الدّفاع بين 1993 و1994 اليمين زروال، قبل أن يغادر الجيش في 1996 لأسباب تتعلّق بخلافات بينه وبين قائد الأركان السابق للجيش الفريق محمّد العمّاري.
لكنّ رفقاء الجنرال الذين أثنوا كذلك على نزاهته ونظافة كفّه وشجاعته، يسجّلون عليه ميله للحياة “السّهلة” وهو ما يتعارض مع مكوّنات الضّابط العسكريّ الذي يجب عليه أن يتمتّع بالصّرامة والابتعاد عن كلّ ما يؤثّر على أدائه العسكري.
ويتمتّع بن حديد بميل واضح للحياة الجميلة، وهي منطقة رخوة في مساره العسكريّ وأحد أهمّ ما يؤاخذ عليه في المؤسّسة العسكريّة، كما أنّ شجاعته المشهود بها قد تتحوّل أحيانا إلى ما أسموه “تهوّرا”، وهو ما قد يضرّ به شخصيّا وبعائلته وبمؤسّسة الجيش كذلك.

http://www.elhayat.net/article36185.html

منقول من قناة الجزائر